باريس ــ «أخبار بووم»
قبل سنتين، هب الذعر في قلوب الفرنسيين بعدما ثبت وصول «إنفلونزا الخنازير» إلى البلاد، إلا أنه مع مرور الزمن تبين أن انتشار الوباء كان محدوداً جداً وليس بالخطورة التي تحدثت عنها وزيرة الصحة آنذاك، روزلين باشلو. ولا يعود اليوم الحديث عن حمى الخنازير، بل عن لقاحات التطعيم وتكلفتها الباهظة، في حين أن الميزانية الفرنسية تعرف، مثل نظيراتها الأوروبية، عجزاً تاريخياً، إذ أعلنت وزارة الصحة أنها في صدد «إتلاف ما تبقى من لقاحات باتت خارج حدود صلاحية الاستعمال».
وفي التفاصيل، فإن الدولة الفرنسية اشترت ٩٤ مليون جرعة لقاح ولم تستعمل إلا ستة ملايين، وها قد انتهت صلاحية معظمها ما يعني ضرورة إتلافها. فعندما تبين عدم ضرورة كال هذه الكميات، تم إلغاء قسم منها، دفعت جراءه الحكومة الفرنسية ٥٠ مليون يورو، قبل أن تعرض المتبقى في الأسواق العالمية. إمارة قطر كانت الوحيدة التي اشترت ٣٠٠ ألف جرعة، وتم التبرع لمنظمات إنسانية بـ ١٦ مليون جرعة، بينما تم توزيع مليوني جرعة على السفارات الفرنسية في الخارج. وتفيد بيانات وزارة الصحة أن التكلفة الإجمالية بلغت ٣٩٢ مليون يورو، استفادت منها المختبرات المصنعة للقاحات، التي تستفيد أيضاً جراء تكليفها إتلاف ما صنّعته مقابل عشرة ملايين يورو.