أعلنت السلطة الفلسطينية مساء اليوم السبت، طلب رئيس الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات تسيبي ليفني دفع ثمن مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو.
وقال أبو ردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن “ليفني بصفتها ، تعلم جيدا بأن الاتفاق الأميركي الفلسطيني الإسرائيلي، نص على إطلاق سراح الأسرى مقابل عدم الذهاب الى المنظمات الدولية لمدة تسعة أشهر”. وحمل إسرائيل مسؤولية وصول المفاوضات إلى “طريق مسدود” ، موضحاً أنها “واصلت الاستيطان، ولم تنفذ الاتفاق الخاص بإطلاق سراح الأسرى”. وأضاف “ليفني تعلم جيدا بأن الرئيس محمود عباس كان وما زال ملتزما بمفاوضات حقيقية وجادة تؤدي إلى سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال، ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”. وتابع “الجانب الأميركي واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي، يثمنون موقف الرئيس عباس، وبأنه شريك حقيقي وجاد في صنع السلام إن وجد الشريك في الجانب الإسرائيلي”. وكان الرئيس الفلسطيني وقع على وثيقة الانضمام لمعاهدات دولية بعد رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الذين جرى التوافق على إطلاقهم عند استئناف المفاوضات في أغسطس الماضي. ومن المقرر أن يعقد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون غدا الأحد اجتماعاً ثلاثياً بحضور المبعوث الأميركي مارتن إنديك لإنقاذ عملية السلام. ويأتي ذلك تزامنا مع إعلان الاتحاد الأوروبي دعمه للجهود الأميركية.
وكانت وزيرة العدل الإسرائيلية والمسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين قد دعت الولايات المتحدة يوم السبت الى تغيير دورها في عملية السلام في الشرق الأوسط بما يسمح بإجراء المزيد من المحادثات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشرفت محادثات السلام التي تجرى بوساطة أمريكية على الانهيار الأسبوع الماضي مما دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتحذير يوم الجمعة من أن واشنطن تجري تقييما للوضع لمعرفة ما إذا كانت هناك جدوى لمواصلة دورها في المفاوضات.
وقالت ليفني للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي “ما حدث في الأشهر القليلة الماضية هو أننا أجرينا مفاوضات مع الولايات المتحدة أكثر من المفاوضات التي أجريناها مع الفلسطينيين.”
ومضت تقول “اعتقد أن علينا التحرك لعقد اجتماعات أكثر وإجراء مفاوضات مباشرة أكثر مما فعلنا حتى الآن. واعتقد أن الأمريكيين يعرفون هذا.” وأضاف ليفني أنها تؤيد المشاركة الأمريكية “لكن كعامل لتيسير المفاوضات الثنائية.”
وتفجرت الأزمة في المحادثات عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن مجموعة من السجناء الفلسطينيين بموجب اتفاق جرى التوصل إليه في وقت سابق ما لم يقدم الفلسطينيون ضمانات على أنهم سيواصلون المحادثات بعد الموعد النهائي الذي تحدد في البداية وهو أواخر أبريل نيسان الجاري.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي الى القدس يوم الاثنين في محاولة لانقاذ المحادثات لكن مساعيه تعثرت بعد خطوة مفاجئة من جانب الفلسطينيين بتوقيع طلبات للانضمام الى 15 اتفاقية دولية يمكن أن تمنحهم ثقلا أكبر في مواجهة إسرائيل.
وقال البيت الأبيض إنه يشعر بخيبة أمل من الطرفين وأشار إلى نفاد صبره وقال كيري أمس الجمعة إن هناك حدودا للجهود الأمريكية إذا لم يكن الجانبان مستعدان للمضي قدما.
وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون يوم السبت إن من المقرر أن يجتمع المبعوث الأمريكي مارتن انديك مع كل من ليفني وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات غدا الأحد في محاولة لإنقاذ المحادثات.
وقالت ليفني “علينا أن نبذل قصارى جهدنا لنري كيف يمكننا إصلاحها (المحادثات).. كيف نحرز تقدما وماذا يتعين علينا أن نفعله للمضي قدما. الأمر ليس بسيطا الأمر معقد للغاية. إنها أزمة حقيقية.”