نقلت صحيفة “التايمز” البريطانية عن عنصر في الاستخبارات السورية يدعى “أبو علي”، وهو أحد المنشقين اللاجئين الى داخل الأراضي اللبنانية وتحديداً وادي خالد قرب الحدود، صورة عن ما يرتكب في سجون النظام السوري.
وقال أبو علي “ليس لديهم مشكلة في تعذيب طفل حتى الموت، كنت أعيش مع رجال الأمن والشبيحة، البعض منهم أصدقائي وأعلم جيداً الكره المتجذر الموجود في قلوبهم”، لافتاً الى أن “الفرقة التي تتولى التعذيب ليس لديها سوى مشكلة واحدة في تنفيذ عملها هي أن الشخص الذي يجري تعذيبه حتى الموت ليس له سوى روح واحدة، وهم يتمنون لو أن روحاً ثانية تعود الى الجسد كي يتمكنوا من التلذذ أكثر وإشفاء غليلهم بمواصلة تعذيبهم، ومن صنوف التعذيب المستخدمة الصعقات الكهربائية والضرب على الوجه وإنتزاع الأظافر وإقتلاع الشعر من الرأس ومن الحواجب وحتى من الرموش”.
وأضاف “كنا نقدم للسجناء العطشى ماء مالحاً ليشربوه مرة، مرتين، ثلاث مرات، ثم بعدها نعطيهم ماء صافياً، وعندما يريدون التبويل كنا نشد شريطاً مطاطياً على أعضائهم التناسلية كي لا يتمكنوا من التبويل، وكل هذه الاساليب لإجبارهم على الاعتراف بأي شيء نريد منهم أن يقولوه”.
وأكد ابو علي، الذي خدم في سلك الاستخبارات السورية عقداً كاملاً تحت إمرة آصف شوكت، صهر بشار الأسد، وكان ضمن الفريق الذي أرسل إلى درعا عند بداية الثورة من أجل اخمادها: “لقد رأينا المتظاهرين السلميين ورميناهم بالرصاص واعطينا الاوامر للجيش والشبيحة ايضا بإطلاق النار”.
وبشأن حمص، يقول أبو علي “في نيسان، جاءت الاوامر بالقمع في ساحة الساعة في حمص مباشرة من اللواء جميل حسن، احد المقربين من الأسد. لقد تلقينا اوامر بأن نجعل حمص عبرة لغيرها من المدن. لقد اطلقنا النيران على المتظاهرين لمدة ربع ساعة متواصلة. ثم اجتاحت العربات العسكرية والدبابات المنطقة داهسة الكثير من الناس”. وأضاف “قائد الفرقة ابلغ جميل حسن اننا سحقنا التظاهرة فرد حسن بالسؤال ما اذا كان بقي احد في الشارع. فرد القائد لقد بقي نحو 60 متظاهراً، فأجاب حسن بغضب اقتلوهم فورا وتخلصوا منهم”. واوضح ابو علي ان “عشرات الجثث حملت بالجرافات والباصات وطمرت في مقابر جماعية، ثم جاء دور شاحنات الاطفاء لتغسل الطرقات من الدماء وآثارها”.
واكد ابو علي انه في الاشهر الاولى للثورة لم تواجه قوى الامن السورية اي مقاومة مسلحة. لكنه اشار الى انه العدد الكبير للفروع الامنية المختلفة الذي يصل الى 17 فرعاُ ادى في بعض الاحيان الى اطلاق هؤلاء النار على بعضهم البعض عن طريق الخطأ. وعند حصول هذا قال ابو علي ان الفكرة واتت النظام بإستغلالها بالقول ان هناك عصابات ارهابية تقتل رجال الامن.
وشدد ابو علي على صعوبة القيام بالانشقاق “لان كل واحد يبقي عيونه مفتحة على الآخرين من حوله. ولم اتكمن من الانشقاق الا بعد مساعدة بعض المدنيين المعارضين الذين امنوا بعض المخابئ الآمنة للراغبين في الانشقاق من العساكر والأمن”. وأضاف “لقد كان الدرب طويلاً وشاقاً ولكنهم في النهاية تمكنوا من تهريبنا الى داخل لبنان”، ليصبح ابو علي الآن قائداً لإحدى فرق الجيش الوطني الحر.
