- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لوحات سهى صبّاغ: تعبيرية بين الواقع والتجريد

20140404_144430بيروت – معمر عطوي (خاص)

احتضنت صالة “دار الندوة” في بيروت بين 27 أذار/مارس و6 نيسان/ أبريل، الحالي، معرضاً فنياً للرسّامة اللبنانية سهى صبّاغ، تميّز بلوحات تجاوزعددها الأربعين، فيما اقتصرت على رسوم زيتية وأخرى مشغولة بتقنية الكمبيوتر.

وبدت أعمال صبّاغ إنسانية بامتياز، تخاطب الوجدان بألوانها الشفافة وتمثلها لروح الطبيعة والجمال ورغبة التعبير عن الانتماء.

لذلك يلحظ الزائر في عناوين اللوحات، حب صاحبتها للطبيعة واختيارها لأسماء تجسّد هذا الحب وهذا التماهي مع عناصر الحياة من خلال لعبة لونية ذكية تراوح بين التعبير والواقع، بل تقترب في معظمها من التجريد من دون أن تنغمس كلياً في الواقع. ولعل بعض هذه الأسماء يؤكد طبيعانيتها مثل (بحر شتوي، قمر، ضباب، بحر هائج، غروب، سراب، في الظلمة، وشجرة).sabagh

كما أن للجسد اهتماماً خاصاً في لوحاتها، حيث تعبق بعضها بأحاسيس، تمتزج مع إيحاءات إنسانية جدلية ذات بعد إجتماعي ونفساني أو غرامي أو حتى نوستالجي، تؤكدها عناوين مثل (وجه، يده، لقاء الغرباء، حديث هاديء، ذاك الحب، أتاك يعتذر، كيفك- كيفك، مفكرة، شوق، طفولة وانقاد، خوف، عزلة، غياب الطمأنينة، صيبة عين، شادي، بائع ألعاب، ونافذة)

لوحاتها تمثل واحةً تجمع بين الانتماء للطبيعة والإنسانية والرومانسية والعروبة بمعناها الإنساني الجغرافي وربما التاريخي أيضاً، إذ تحمل بعض اللوحات أسماء مثل (يا مال الشام، يمن، بيروت، ولبنان- فلسطين).

ضمنت الفنانة التشكيلية معرضها هذا لوحات مشغولة بالزيت، وبتقنية الكمبيوتر ولم يتضمن لوحات أخرى مثل الماء أو غيره. عن هذه الرسم بالكومبيوتر، توضح صبّاغ لـ “برس نت”، أن هذه “تقنية جديدة أحاول استكشافها والتعبير بها على طريقتي، كأي تقنيّة أخرى، أو مادة أخرى لها خصوصيتها. هي محاولة لتسخير هذه الآلة لخدمتك بقصد الإستفادة من خصائصها”.

وترى صبّاغ، وهي كاتبة مجموعة قصصية بعنوان “بحّة صوت”، أن هذه التقنية “محاولة استكشاف وتعرّف أعجبتني بإدخال الكتابة على اللوحة. وأنا لا أزال استعمل يدي وأحاسيسي وخبرتي في استعمال الألوان ولكن بمادة مختلفة”.

وعما اذا كانت هذه الطريقة أسهل توضح صبّاغ قائلة، “إن كنت لا تعرف استعمال ملوّنة (البالت) الألوان وغيرها لن تتمكّن من الرسم بأي مادة أخرى. تلزمك الموهبة ومعرفة الأسس لكي تتمكن من استعمال أية مادة أخرى، ولكل مادة خصوصيتها وعليك الاستفادة منها”.

فيما يتعلق بإسلوبها والمدرسة، تنتمي الرسامة الى الواقعيّة التعبيريّة بإسلوب حديث يميل الى الإختصار وبعض التجريد. وسهى لها شخصيّتها الفنّيّة الخاصة باعتراف من بعض أساتذتها وبعض الفنانين.

“فالتعبيرية أكثر المدارس إنفتاحاً”، حسب رأيها إذ أن المدرسة مرنة يستطيع الفنان أن يتحرك فيها بمساحة واسعة ويعطي فكره مداه.

وترى أن “للفنان التعبيري خصوصيته، وحتى ينجح عليه أن يعمل بصمته وشخصيته الفنية”.

يبدو أن الغالب على الأعمال المعروضة وعددها41 بأحجام مختلفة، هو الحجم الكبير، بينما يلاحظ الزائر أن ثمة زاوية خصّصت من المعرض لتجربتها الجديدة في الرسم على الكومبيوتر.

لعل تجربة سهى صبّاغ تجربة جديدة في الكتابة العفويّة، وليس الكتابة بشكل التخطيط أسمتها أو تُسمّيها، خربشة ولعب على الكومبيوتر. وتُحاكي نفس الروح الحرّة في زيتياتها.