- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الرئيس الضائع

Najat2014نجاة شرف الدين

إرتفعت في لبنان مؤخراً الأصوات المطالبة بأن يكون إستحقاق الإنتخابات الرئاسية مختلفا عن سابقاته ، بمعنى أن ينتخب المسيحيون رئيسهم ” القوي ” الذي يمثلهم  ليحذو حذو الشيعة الذين إختاروا ممثلهم رئيساً لمجلس النواب كما إختار السنة رئيسهم ، ولو بالوكالة حاليا ، لرئاسة مجلس الوزراء ، وبذلك يستعيد هذا الموقع زخمه وحضوره ودوره كحكم بين المؤسسات الدستورية كما مكانته في الأروقة المحلية والعربية والدولية . هذه الأصوات التي بدأت بإعطاء توصيفاتها للمرحلة المقبلة ذهبت الى إعتبار أن هناك فرصة داخلية من أجل ترشيح أسماء ” الصف الأول” لا سيما بعد إجتماع بكركي الأخير والذي حضره العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية وبغياب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لأسباب أمنية وهو أرسل موافقته على القرارات التي تم التوافق عليها برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يشدد في كل فرصة على أهمية إجراء الإنتخابات في مواعيدها والدعوة لعقد جلسة إنتخاب فور إنتهاء الجلسات التشريعية محذرا من الفراغ ويقول ” نحن بحاجة إلى رئيس قوي والرئيس القوي يكون قوياً بأخلاقه ومثالية حياته وتجرّده وتاريخه، ويكون قوياً عندما يؤمن بالدولة اللبنانية ويعيد لها كرامتها ويساعد المؤسسات لكي تستعيد دورها،وعندما يكون محبوباً من الشعب اللبناني وقوياً بعلاقاته الدولية والاقليمية والعربية”وأضاف:”أنا لا استثني أحداً، لكن هذه هي مواصفات الرئيس العتيد للبنان”.
هذه المواصفات التي يعتبرها العديد من المرشحين أنها تنطبق عليهم ، يقابلها رؤية مختلفة واقعيا تلتقي مع الأجواء السائدة بعيد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة على أساس بيان وزاري توافقي وانسحب هذا التوافق على قرارات هذه الحكومة ولا سيما الخطط الأمنية في الشمال والبقاع وصولا الى الجلسات التشريعية في المجلس النيابي وهو ما يعكس شبه تسوية،  على طريق النضوج،  بين محوري ما كان يعرف ب 8 و 14 آذار ، وهو بالطبع إنعكاس  لتوافق إقليمي ودولي ولو باتجاه تحييد لبنان عن الصراع السوري وتداعياته وتمرير الإستحقاقات ومنها التوافق على الرئيس الجديد .
فتح جعجع المعركة داخليا بترشيحه رسميا،  وعلى الرغم من ردود الفعل المتباينة بين من أثنى على هذه الخطوة كونها تتبع الأصول الدستورية ، ومن رفضها بسبب تاريخ جعجع العسكري في الحرب الأهلية ، فإن حراكا سياسيا إنطلق نحو الإستحقاق الرئاسي . في المقابل يحاول العماد عون إعادة التموضع من أجل تقديم نفسه كمرشح ” قوي وتوافقي ” عبر سلسلة الحوارات التي كان بدأها مع الرئيس سعد الحريري وهو يحاول إستكمالها عبر قنوات التواصل آلداخلية والخارجية . وإتجهت الإنظار مجددا نحو أبرز قوتين ناخبيتين وهما حزب الله وتيار المستقبل لترصد الموقف من الرئيس العتيد . أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي لم يحدد إسما محددا قال إن الحزب سيدعم المرشح الذي يحقق المصلحة الوطنية ورأى أن “المناخ العام في لبنان هو مناخ إجراء انتخابات رئاسية” معتبرا إن “العناصر المحلية ستكون مؤثرة أكثر من أي وقت مضى في الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي أمامنا فرصة صنع رئيس في لبنان”. أما المستقبل الذي أحرج بترشح جعجع كونه يقفل الباب على مرشحين آخرين  لقوى 14 آذار ، فإنه ينتظر نضوج الظروف التوافقية إقليميا ودوليا لتحديد صورة الرئيس ومواصفاته لهذه المرحلة.
كثيرة هي الأسماء المتداولة، وفي الإنتظار ترسم الصور وتطلق المواصفات من ” القوي ” الى ” التوافقي ” وصولا الى رئيس المصلحة الوطنية ، فإذا ما رست التسوية يأتي الخيار مطابقا لواحدة من هذه التوصيفات وإذا لم ينسحب التوافق فإن فراغا ما سيحصل في إنتظار إلتقاء آخر في لحظة مؤاتية ما ليبدأ البحث مجددا عن الرئيس الضائع …