هناك دائما في منزلها سرير إضافي لاستقبال من تدفعه الظروف من الأصدقاء للفرار من السلطات. إنها وفاء حفني، أستاذة الأدب الإنكليزي، التي تحث شباب جماعة “الإخوان المسلمين” على التمسك بـ”النهج السلمي ورفض العنف”.
ووفاء حفني (47 عاما) حفيدة حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية “جماعة إرهابية” وزجت بمعظم قياداتها في السجن بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي. وهي من الشخصيات المؤثرة القليلة التي ما زالت مطلقة السراح من جماعة الإخوان المسلمين. وهي تسعى لإثناء الجيل الأصغر سناً من أنصار الجماعة عن رفع السلاح. تقول حفني لـ”رويترز” أنه “كلما زادت ضغوط الدولة علينا كان لزاماً علينا أن نلتزم بالنشاط السلمي. هذا هو ما يمنحنا القوة. العنف سيكون خطراً جداً علينا”. وتضيف:”هناك بعض الإسلاميين الشبان وغيرهم يحاولون دفع شبابنا لانتهاج العنف. وعلينا أن نحول دون ذلك”. وهي ترى أن اللجوء الى العنف سيكون “كارثياً”، لأنه سـ”يفقد الجماعة موقفها الأخلاقي وسيعطي الحكومة ذريعة لشن حملة أعنف”. وتؤكد أن “نفوذ الأعضاء المسجونين يتضاءل في حين بدأت قيادات جديدة تظهر وتمنح الشباب قدراً أكبر من النفوذ في كيفية إدارة الحركة”. وفي بادرة على أن الحرس القديم في الجماعة يتفهم مخاطر التشدد أصدر الامين العام لـ”الإخوان” محمود حسين من المنفى بياناً طويلاً أكد فيه على “التاريخ السلمي لنشاط الاخوان ورفض استخدام العنف”. وهذا البيان أعلى رسالة من شخصية رفيعة من الاخوان لا تقبع وراء قضبان السجون.