- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«الرأي» آخر معاقل القذافي… الإعلاميّة

مشعان الجبوري

مشعان الجبوري

دمشق  ــ قدري قصي
خاص – «أخبار-بووم»
عندما سقطت “باب العزيزية”، قلعة العقيد معمر القذافي المحصنة في ٢٣ آب/ أغسطس الماضي، اعتبر الإعلام العالمي وعدد كبير من المعلقين أن هذا يعلن نهاية الديكتاتور العربي، ولكنه فاجأ الجميع عندما علا صوته على موجات محطة «الرأي» الفضائية، المتواجدة على الأراضي السورية. وفي الرسالة القصيرة التي لم تتجاوز الخمس دقائق، وعد الديكتاتور بـ«تنظيف طرابلس الغرب من الخونة والجرذان والحلف الأطلسي الذي يقف وراءهم».
تقع محطة «الرأي- تي في» في «يافور»، المنطقة الفاخرة من ضواحي دمشق. وتديرها حوازن الجبوري المحطة، المملوكة من والدها، العضو السابق في حزب البعث العراقي، مشعان الجبوري، الذي انتقل إلى عالم الأعمال إبان فترة الحرب، قبل أن يؤسس حزب «المصالحة والتحرير»، ويخوض غمار المعترك السياسي محتلاً مقعداً في البرلمان في بغداد. إلا أن مسيرته السياسية توقفت فجأة عام ٢٠٠٥، فأخذ طريق دمشق هروباً، بعدما حُكم عليه بالسجن ٣٠ عاماً بتهمة التصرف بالأموال العامة.
تتحدث الألسن عن شراء الجبوري للمحطة الفضائية من أموال القذافي، وتتقاذف الشائعات رقم الـ ٢٥ مليون دولار، وتشير إلى أن تاريخ عملية البيع وتشير تمت مباشرة بعد انطلاق الثورة في نهاية شهر شباط/ فبراير.
وبصوت رقيق تدفع حوازن الجبوري بتهم التربح من الأزمة الليبية، وتقول إن «هذه القناة كانت منذ البداية قناة مقاومة لهجوم الغرب على الأمة العربية». رغم أنها رفضت التوسع في شرح كيفية وصول «شريط خطبة القذافي» إلى مكتب والدها، إلا أنها رافقتنا إلى غرفة الأخبار، في جولة خلال برنامج مباشر على الهواء، لتشير إلى أن هذا «أفضل برهان على أن مؤيدي القذافي يتصلون طوعياً وأنه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة».
وقد وصلت ثلاث مكالمات خلال حضور «أخبار بووم» في غرفة البث المباشر: اتصال من الجزائر وآخر من تونس والأخير من المملكة العربية السعودية. وفي لهجات عربية مناطقية مدح هؤلاء الزعيم الليبي المختبئ، وأعطوه حجة للاختباء.
يبدو أن رواية نهاية حكم القذافي سوف تحتل الصفحات الأولى في وسائل الإعلام العالمية والعربية، فيما تدور معارك إعلامية أخرى خاسرة، حتى نقرأ يوماً: القذافي كانت مُقَدَراً ميتاً أكثر منه حياً.