- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الرئيس .. هيلي الهوى

Najat2014نجاة شرف الدين

مع تحديد الجلسة الأولى لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية ، دخل لبنان فعليا هذه الأيام في حمى الإستحقاق الرئاسي، ودخلت معه المواقف السياسية للقوى المؤثرة مرحلة البازار لناحية إختيار المرشحين ووضع مواصفات معينة وطرح أولويات تتعلق بمستقبل وسيادة لبنان للست سنوات المقبلة.
مما لا شك فيه أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إستطاع أن يقدم نفسه كمرشح وازن  ولديه رؤية من خلال برنامج سياسي جال فيه على العديد من الأطراف السياسية، وفرض ترشيحه على حلفاءه قبل أخصامه، ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة حظيت باحترام وترحيب أخصامه قبل حلفاءه كونه إتبع الأصول الدستورية في التعاطي مع ملف الترشح للإنتخابات الرئاسية، وهو فرض إيقاعا مختلفا بالنسبة لجلسات الإنتخاب، حتى ولو إعتبر البعض أنه لن يصل الى الرئاسة ولن يتم تبنيه.
آلدينامية التي فرضها ترشيح جعجع والذى أتبعها بإفتتاح زنزانته في معراب في الذكرى العشرين لإعتقاله، حركت الداخل اللبناني في إتجاه العمل لجعله إستحقاقا لبنانيا، ولو بتأثير جزئي، وعلت الأصوات الداعية الى إنجاح هذا الاستحقاق أو على الأقل عدم عرقلته من خلال حضور جلسات الانتخاب وممارسة الحق الديمقراطي، وهو ما عبر عنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عندما ناشد النواب الحضور الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء داعيا إلى إبقاء الاستحقاق الرئاسي بمنأى عن لعبة المال وانتخاب رئيس جديد ضمن عملية ديموقراطية تتكامل عبر الإدلاء بالصوت الحر من دون إكراه وغش.
هذا الموقف البطريركي قابله موقف لحزب الله حدد مواصفات الرئيس الجديد ” بالحفاظ على إنجازات المقاومة” وهو ما عبر عنه بشكل واضح رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مما سيعيد النقاش واسعا حول ماهية التحرك الداخلي في إنتظار الإتصالات واللقاءات على المستوى الإقليمي والدولي من أجل بلورة تصور واضح حول شخصية الرئيس المقبل.
يجمع المراقبون على إعتبار أن من أنجز الحكومة بتشكيلتها الحالية وقراراتها التطبيقية سيما بالنسبة لطرابلس والبقاع، يستطيع أن ينجز إستحقاقا رئاسيا يؤدي الى إنتخاب شخصية تجمع المتخاصمين، كما يجمع المراقبون على إعتبار أن لبنان من أبرز البنود على جدول أعمال اللقاءات السعودية الإيرانية برعاية عمانية، وأن التوافق قائم على إنجاز الإستحقاق الرئاسي ولو لم يتم ضمن المهل الدستورية أي قبيل الخامس والعشرين من أيار المقبل، كما يجمع المراقبون على التأكيد أن الخطر الذي كان يمكن أن يهدد لبنان وبالتالي المنطقة، إستدعى تحركا أميركيا أوروبياً وعربيا، أوجد مظلة تقيه ولو مؤقتا، شظايا الحرب السورية المجاورة.
منذ وصوله الى لبنان ، لم يهدأ السفير الأميركي ديفيد هيل من لقاءاته وإتصالاته داخليا وإقليميا ودوليا، من أجل ترتيب البيت اللبناني، وهو أجرى زيارات مكوكية الى كل من السعودية وفرنسا، في محاولة لإيجاد تسوية تضمن إيصال رئيس ولو بنكهة توافقية.
ربما لن يؤدي تحرك هيل ألذي يعتبر “دينامو ” الإستحقاق الإنتخابي الى وصول رئيس جديد قبل الخامس والعشرين من أيار الى قصر بعبدا ، إلا أن الرئيس المنتخب، ولو أتى متأخراً ، سيكون بالضرورة هيلي الهوى…