- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ترشيح جعجع: فعلها السنيورة… واغتصب ذاكرة اللبنانيين

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

لقد فعلها تيار المستقبل ورشح جعجع. إنها تأكيد مع مفعول رجعي لما قيل ويقال عن سقوط تيار المستقبل في «جورة  إسرائيلية» منذ حفلة «شاي مرجعيون» وصولاً إلى دموع السنيورة.  كل ما فعله تيار المستقبل منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري يذهب في الاتجاه المعاكس لسياسة الرئيس الشهيد.
الرئيس الشهيد قالها بالحرف الواحد متسائلاً :«من الذي يحاول استمالة ميشال عون، من كان يعقد اجتماعات مع الرئيس أمين الجميل وستريدا جعجع، فيما لا نلتقي معهم إلا في المناسبات الاجتماعية؟» . لماذا يذهب فؤاد السنيورة ليخالف كل ما خطه الرئيس الشهيد؟ ما الذي يدفع الرئيس سعد الحريري للذهاب عكس تيار أفكار الرئيس الشهيد؟
إن انتخاب رئيس جمهورية في الجمهورية اللبنانية يتبع قواعد طائفية صارمة : الرئيس ماروني.  هي قواعد اللعبة. ولكن قواعد اللعبة لا تقول بوجوب «قهر» الطوائف الأخرى. قواعد اللعبة السياسية لا تسمح لتيار يمثل، أو يدعي تمثيل الطائفة السنية ، بأن يتبنى شخصية استفزازية  (حتى لا نقول  أكثر من ذلك ونعيد فتح جروح مدينة طرابلس الفيحاء…أو زغرتا أو كنيسة السيدة)، مثل سمير جعجع.
قواعد اللعبة لا تسمح باستفزاز جمهور المستقبل في طرابلس وكذلك في بيروت وصيدا. أين المنطق الذي سمح لتيار المستقبل أن يعتقد أنه يستطيع اغتصاب ذاكرة أهالي لبنان والتمسك بترشيح مخالف للطبيعة؟ إن عفواً لم يكن يوماً ما محواً للذاكرة.
يقول قائل إنها «مناورة» ونعم المناورة السياسية التي تقطع روابط تيار المستقبل بقواعده.  يا للعبقرية السياسية التي «أوحت» للسنيورة بهذه المناورة  العقيمة التي فضحت تيار المستقبل وعرّت سعد الحريري.
سؤال يطرح نفسه اليوم: ألم يلاحظ أحد التفاوت بين سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياسة «صديق العمر» فؤاد السنيورة؟ إن غياب الشهيد الحريري ووصول السنيورة إلى قمة هرم الحريرية وإن هو «وضع في الواجهة» سعد الحريري، طعّم سياسة التيار بما هو مخالف لسياسة رفيق الحريري رحمه الله. وبين هذا التساؤل والسؤال الكلاسيكي من المستفيد من الجريمة أمامنا خطوة واحدة تقربنا من حفلة شاي مرجعيون وتبعدنا عن سياسة أهل السنة العروبية.