- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الزراعة: مستقبل الشباب …والأمن الغذائي

Sébastienبريتاني- بسّام الطيارة (خاص)
ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى ظهرت مسألة «الأمن الغذائي» كأهم عنصر من عناصر السلام في العالم. كل المؤشرات تدل على أن الصراعات الكبرى ستدور حول «الغذاء والماء» وليس حول النفط و مصادر الطاقة كما يريد البعض أن يرى. يقول مسؤول آسيوي كبير تفتقد بلاده لمصادر الطاقة، إن هذا لا يشكل أي مصدر قلق لأن الذي يملك النفط «لا يستطيع أن يشربه عليه أن يبيعه ليأكل ويشرب».
تصنف فرنسا في طليعة الدول التي اهتمت بالأمن الغذائي ما جعلها رغم حجمها وعدد سكانها ومواردها المتواضعة نسبياً في طليعة الدول المنتجة والمصدرة للغذاء في العالم (الثالثة في ترتيب الدول المصدرة انظر إلى اللوحة). وحتى زمن ماضي قريب كان الفرنسيون يعتبرون أنفسهم«أولاد فلاحين» رغم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر التي كانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا من روادها.stat
تغيرت اليوم صورة المزارع-الفلاح الفرنسي وتغيرت طبيعة عمله ولكن ما زال عمل الزراعة يجذب العديد من الشباب.
كان لـ«برس نت» لقاء مع أحدهم: سيباستيان سيفينيون» (Sébastien Sévignon) ٢٩ عاماً، وكشف لنا الشاب المسار الذي أوصله لاستلام «مزرعة والده الذي كان قد استلمها من جده قبل ٤٠ سنة».
مع بداية السنة قرر الوالد «غابي سيفينيون» (Gaby Sévignon) أن يتقاعد كما يسمح له قانون تقاعد المزارعين بعد أن عمل وانتسب إلى صندوق التقاعد منذ ٤ عقود، وانتقلت إدارة المزرعة «كيرين ألان» (Kerrien Allan) إلى ابنه الذي كان قد تدرب على العمل «خارج المزرعة» لدى مزارعين في المنطقة.
أمور كثيرة تغيرت بالنسبة لسبيستيان، منها مثلاً فرص نهاية الاسبوع التي كانت متوفرة عندما كان عاملاً في المزارع وباتت اليوم زيام عمل، ويقول في هذا الصدد «بت أفهم سبب انشغال والدي أيام الأحد وفي الأيام الأعياد». إذ أن عمل المزرعة هو عمل يومي شتاء وصيفاً أمطرت السماء أم سطعت الشمس فحاة الحيوانات والأرض لا ترتبط بالأحوال الجوية ولا برنامة الأعياد. ولكن بالمقابل فإن «الحرية مطلقة» ما يعطي لهذه الحرية «طعم المسؤولية».
IMG_2425يهتم سيفينيون بمزرعة تمتد على حوالي الـ ٣٠ هكتار من الأراضي المطلة على البحر. قسم منها يزرع إما ذرة أو قمح وقسم آخر مخصص لرعاية الأبقار (٢٠ بقرة). ويربي في المزرعة أيضاً ديوك حبش في هنغارين يتسع الواحد منها لـ ٩ آلاف طير.
إن مسألة نقل ملكية المزرعة بين الأب وأبيه يتبع نظاماً قانونياً مخصصاً لحماية المزارع الذاهب إلى التقاعد ولتأمين مستقبل المزارع الشاب. فالمزرعة تكون بشكل شركة فردية مساهمة يملكها المزارع. وقد اقترض الابن ٢٠٠ ألف يورو من المصرف الزراعي لشراء حصص والده. فيكون الوالد قد كسب «جنى عمله على مدى ٤٠ سنة» إلى جان ما يؤمنه له معاش التقاعد. وبالمقابل فإن الشاب المزارع الجديد يكون مظطراً للعمل لرد السلفة للمصرف (عشر سنوات) وبالتالي فإن عمله اليومي يؤمن له تكوين «رأسمال» يضاف إلى قيمة الشركة بعد سنوات عمل.
إن طريقة انتقال الملكية تسمح للمزارع بتأمين حياة كريمة بعد عمل ضان وشاق لمدة سنوات طويلة ولكنها تسمح أيضاً بانتقال المعرفة والخبرة عبر الأجيال.