- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خارج الصف الأول

Najat2014نجاة شرف الدين

إنتهت مرحلة الإختبار الأولى من جلسات الإنتخاب الرئاسي في مجلس النواب اللبناني بنتيجة، ولو كانت متوقعة ،  حاول كل من الكتل السياسية قراءتها بطريقته من أجل وضع إستراتيجية تنطلق من إحتساب نقاط النجاح والفشل من أجل خوض الجولات المقبلة. في المحصلة ، حقق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما كان يريده من إعتراف ب 48 صوتا من الأصوات النيابية التي أعطته الغطاء السني بالدرجة الأولى بعد حصوله على دعم الرئيس سعد الحريري وسجل دخوله الى نادي مرشحي الرئاسة اللبنانية ، وحصل العماد ميشال عون بالتصويت الأبيض على أصوات تجاوزت ما حصل عليه جعجع من خلال 52 ورقة بيضاء وتراجع خطوة الى الوراء في محاولة لتقديم نفسه في خانة الرئيس الوفاقي من خلال عدم طرح ترشيحه وأخذ مسافة من حلفاءه قبل أخصامه.
من جهته قدم حزب الكتائب نفسه ملتزما بخيار قوى الرابع عشر من آذار وصوت لجعجع على أن يحفظ لنفسه لاحقا ، إذا ما سمحت الظروف ، بترشيح الرئيس أمين الجميل كشخصية يمكنها الحصول على أصوات خارج الإصطفاف ،  أما النائب وليد جنبلاط فاستطاع تمرير مجموعة أهداف سياسية وإنتخابية دفعة واحدة من خلال إعادة وصل ما كان إنقطع بتركيبة اللقاء الديمقراطي الجامعة لنوابه بعد ترشيح نائب كتلته هنري حلو الذي حصل على 16 صوتا ، كما أصر على موقفه الرامي الى إيصال رئيس توافقي من خارج سرب الرؤساء الأقوياء وبقي محافظا على موقعه ” كبيضة القبان ” في أي خيار  للرئيس المقبل . أما الرئيس الحريري فسدد حسابه للحليف جعجع بعد أن كانت تأثرت العلاقة بينهما بعد تشكيل الحكومة وبقاء جعجع خارجها ، وهو مستعد لرئيس توافقي يترجم أي إتفاق إيراني سعودي في المقبل من الأيام . في المقابل ، مارس الرئيس نبيه بري دوره على أكمل وجه وحدد الجلسة وجرت عملية التصويت بغض النظر عن النتائج ، وبالتالي سيصل الجميع في مرحلة قريبة أو بعيدة الى ما كان طرحه مع صديقه اللدود جنبلاط منذ البداية ، وهو الرئيس التوافقي ، أما حزب الله الذي يعمل إستراتيجيا، فهو حدد مواصفات الرئيس الجديد الذي يحفظ خط المقاومة أو ما أطلقه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من ثلاثية جديدة وهي ” السيادة والمقاومة وبناء الدولة “.

هذه اللوحة السياسية التي رسمتها مختلف القوى السياسية ، تعكس أيضا المسار الذي تم وضع لبنان على سكته ، والذي كان بدأ بتشكيل الحكومة وتطبيق العديد من القرارات المهمة التي تحتاج الى توافق كالخطط الأمنية في طرابلس والبقاع ، وهي بالتالي تعكس التوافق الدولي والإقليمي الأوسع برغبته بأن يشهد استقرارا سياسيا وأمنيا في لبنان من دون الدخول في تفاصيل الخيارات الاسمية لأي من المرشحين لرئاسة الجمهورية.

قبيل  مغادرته للمشاركة في احتفال تقديس البابوين الطوباويين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرون في الفاتيكان ، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، الذي يبدو أن لديه مرشحين توافقين ، توصيفا جديدا على الرئيس  ” القوي ” بأنه الرئيس المقبول من الجميع ، وهو ما فسره المراقبون فتح المجال أمام المرشحين خارج الصف الأول أي من جمعتهم بكركي للبحث في الملف الرئاسي ” العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية ” .
وعلى الرغم من أن الإتصالات لا تزال مستمرة بين الرئيس الحريري والعماد عون ، إلا أن هذه اللقاءات تتركز على المرحلة المقبلة التي تتجاوز الإستحقاق الرئاسي ، ومن هنا كانت خطوة عون بعدم الترشح مشترطا الحصول على وفاق بشأن ترشحه لا سيما الغطاء السني الذي يمثله تيار المستقبل ، وفي حال تعذر ذلك ، فهناك مرحلة مقبلة تحتاج الى التواصل في قضايا الحكم والحكومة سيكون التيار الوطني الحر بالضرورة شريكا فاعلا فيها.

صحيح أننا لا زلنا في المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس قبل 25 أيار ، إلا أننا دخلنا عمليا في مرحلة الفراغ بسبب المصلحة الجامعة لمعظم الأطراف بتعطيل النصاب النيابي  قبيل التوافق على إسم معين ، مما يعني أننا دخلنا في الخطة باء وفي خيارات الصف الثاني من الشخصيات المسيحية خارج اللقاء الرباعي المسيحي في بكركي ولو ببركته..