- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زيارة الراعي لإسرائيل فخ يطبق على «حزب الله»

Bassam 2013نقطة على السطر
بسّام الطيارة
ها هو فخ الجنرال ميشال عون يطبق فكيه على «حزب الله» بعد الإعلان عن زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى القدس المحتلة، مرافقاً للبابا فرنسيس بين 24 و26 أيار الجاري.

لماذا يفعل البطريرك رأس الكنيسة المارونية ما لم يفعله غيره ممن سبق في صرح بكركي؟ الظروف التي يمر بها لبنان وأجواء الانتخابات لمنصب الرئاسة (الماروني) حيث مرشح فريق هو سمير جعجع، الذي تعامل مع إسرائيل إبان الحرب الأهلية، تجعل هذه الزيارة مصدر توتر وتوتير بين الحليفين «حزب الله» وتيار الجنرال عون.

لنضع جانباً التبريرات الرعويّة التي يقدمها «مشجعو الزيارة» وهم من فريق واحد، وكأن كل البطاركة الذين سبقوا الراعي لم يهتموا برعاياهم في  فلسطين، وكذلك التبريرات السخيفة التي تتحدث عن «التقارب الجغرافي بين موارنة لبنان وفلسطين الذي تفصله اسرائيل» وكأن إسرائيل حاجز طبيعي مثل نهر أو جبل وليست كياناً سياسياً يقمع ويقهر الفلسطينيين وينكل بالمسلمين كما المسيحيين ويهجرهم من أراضي أجدادهم ويهدم ديارهم.

لنأخذ «التبرير الأكبر» وهو زيارة سوريا. إن مجرد وضع زيارة سوريا في مواجهة زيارة إسرائيل تعني ما تعنيه من مقارنة بين النظام الصهيوني ونظام الأسد؛ أي أن في فكر البطريرك الراعي محاكاة بين احتلال فلسطين وبين قمع الثورة السورية. وهنا ترتسم خطوط الفك الأعلى للفخ الذي يطبق على حزب الله.

فحزب الله يقولها علناً إنه «حليف النظام السوري» ومن أركان وجوده محاربة إسرائيل وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني. صحيح أنه غير مسؤول عن زيارة البطريرك ولكنه سيكون مسؤولاً عما يصدر عن حليفه الجنرال عون تعليقاً على هذه الزيارة. هل ينتقدها عون فيفقد كماً من الشارع المسيحي يربحه خصمه سمير جعجع؟ أم يسكت عنها فيحشر حليفه حزب الله، خصوصاً بعد المقاربة التي وضعت زيارة دمشق في موازاة زيارة تل أبيب؟

وللحق أن الظرف اللبناني «يحشر» أيضاً الجنرال الذي يصبو الى كرسي الرئاسة. فنصف الطاقم السياسي اللبناني أيد خصمه جعجع الذي إلى جانب تاريخ تعامله مع إسرائيل لم يأت على ذكر الدولة العبرية في برنامجه الانتخابي للرئاسة، وها هو البطريرك الماروني يقوم بخطوة لا يمكن تفسيرها إلا من باب التطبيع وبالتالي تصب سياسياً في سياق دعم جعجع.

فكيف سيتصرف الجنرال؟ وكيف ستكون ردة فعل حليفه حزب الله؟
ما هو ثمن سكوت عون، أي الموافقة بشكل مبهم على خطوة البطريرك الراعي التطبيعية، وبالتالي الذهاب في المسار السياسي لداعمي جعجع؟ هل يكون كرسي الرئاسة هو الثمن؟ هذا هو الفك الثاني للفخ الذي يطبق على حزب الله، خصوصاً وأنه في حال جمعت خطوة الراعي بين ١٤ آذار وعون فإن… النصاب في المجلس مضمون ولا يمكن لغياب «بقية ٨ آذار» أن تمنع انتخاب ميشال عون، ليس كمرشح توافقي، بل كمرشح تطبيعي يتفاعل مع الموجة التطبيعية التي تتصدى لموجة الممانعة.