- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لعبة الأمم في سوريا وأوكرانيا

باريس – حامد دبوس (خاص)
صدمني بشكل مريع «لعبة المرآة» بين الملف السوري والملف الأوكراني خصوصاً عندما طالعت تقرير وكالة الأنباء الفرنسية حول اجتماع مجلس الأمن في ٢ أيار/مايو «بطلب من موسكو» لتدارس تدهور الوضع في أوكرانيا، إذ أني تذكرت اجتماعات مجلس الأمن «بطلب من الغربيين» لتدارس الأوضاع في … سوريا.
فقمت بـ«قلب المفردات حسب التحالفات» فوضعت تسمية «سوريا» محل تسمية «أوكرانيا» و«دمشق» محل «كييف» و«الدول الغربية» محل «الروس وحلفائهم» والعكس بالعكس، وقد لونت كافة التغييرات باللون الأحمر، للمقارنة مع البرقية الأصلية (انقر هنا) عندها سنرى أن الدول الصغرى هي لعبة بين مصالح الدول الكبرى وأن دماء السوريين والأوكرانيين ومواطني كل دولة تقع في براثن لعبة الأمم لا قيمة لها أمام «اللعبة الألسنية» التي تسمى … ديبلوماسية.
«شبه برقية وكالة الأنباء» وانتبه للتحويرات التي لو لم أضعها باللون الأحمر لمرت مرور الكرام في الصحافة ـتستطيع عزيزي القارئ أن تقلب الأسماء لتعود إلى …الملف الأوكراني):
طالبت «الدول الغربية» أمام مجلس الامن الدولي «دمشق» بـ”وقف عملياتها العقابية” العسكرية في «كافة الأراضي السورية»، في حين القى «الروس» من جهتهم مسؤولية عودة التصعيد في الازمة على «الغرب».
واعلن السفير «الفرنسي» الذي طلب عقد اجتماع عاجل للمجلس “نطلب من «دمشق» وداعميها («إيران وحزب الله») عدم ارتكاب خطأ فادح والتفكير بعواقب اعمالهم”.
واضاف ان سلطات «دمشق» “يتعين عليها ان تضع بسرعة حدا لكل عملياتها العقابية” ضد «الثوريين» الذين سيطروا على ابنية عامة في عدة مدن في «كافة الأراضي السورية». وشن «النظام السوري قبل ثلاث سنوات» عملية عسكرية ضد «حمص»، معقل «الثوار» الموالين لـ«الغرب».
من جهته، رأى السفير «الإيراني» ان “على الغرب ان يتراجع”، متهما «واشنطن» بالتصرف مثل “اطفائي مصاب بهوس الاحراق”. اما «سوريا» فهي “تحاول استعادة تثبيت سيادتها”، كما قال.
واوضح ان «دمشق» “قررت استخدام جيشها وشرطتها ضد عصابات مسلحة” لا تحظى بدعم السكان. وقال هازئا ان هذه العصابات “هي مجموعات محلية قليلة عفوية كانت قادرة على اسقاط مروحية («سورية») بصاروخ ارض-جو وهو سلاح لا نجده عادة في سوق «الحميدية»” شرق «عاصمة بلاد الشام».
واضاف ان «الغربيين» “اطلقـ«وا» عصابات من المارقين على «سوريا» (…)، و«هم الذين» اختار«وا» هذا الطريق والتراجع الى الوراء يقع «عليهم وحدهم»“، عبر “تهدئة العصابات المسلحة التي تجهزها وتؤطرها” وعبر الحوار مع «دمشق».
و«تابع» السفير ان الحكومة «السورية» لا تقوم الا “بمحاولة استيعاب عنف شبه عسكري «يـدعمه الغرب»، بهدف ضمان امن مواطنين «سوريين»“.
واعتبر ان “ردها معقول ومتكافىء وهذا صراحة ما كانت قامت به اي دولة” في مثل هذه الظروف.
و«تابع سفير آخر يدعم دمشق» من جهته “لا توجد اي دولة عضو في المجلس حول هذه الطاولة تترك مدنها تتعرض للهجوم من جانب ناشطين مسلحين من دون ان تتحرك”، منددا “بالنفاق المخيف” لـ«أميركا» التي “تسلح الانظمة الاكثر قمعا في العالم وبينها «إسرائيل»“.
وقال ايضا ان الاسلحة المتطورة التي يستخدمها الانفصاليون الموالون لـ«الغرب» “تؤكد لنا ان بين هذه المجموعات محترفين ممولين ومجهزين من جانب «أميركا»“.

وهو الاجتماع الـ13 لمجلس الامن الدولي منذ بدء الازمة «السورية»، ولم تؤد اي من الاجتماعات الرسمية السابقة او جلسات المشاورات الى اي موقف موحد من مجلس الامن حول هذا الملف.