- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تياران يلتقيان … لا يلتقيان

Najat2014نجاة شرف الدين

لم تكن الخطوة التي قام بها كل من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بالتقارب من خلال عملية الحوار التي إنطلقت بين باريس وبيروت ، لتشكل قبولا سهلا  لدى جماهير التيارين ، خاصة أنها جاءت بعد مرحلة طويلة من الخصومة السياسية إستخدم فيها الطرفان كافة الأسلحة الكلامية ، لا بل الحملات الإعلامية على خلفيات لملفات عديدة سياسية تتعلق بالداخل كما بالنسبة للموقف من سوريا .
اللقاء العلني الأول والذي كان بدأ بإتصالات عبر مقربين من كل من العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري ، وأدى لاحقا الى لقاء جمع الرجلين في باريس ، فتح الباب واسعا أمام التكهنات والتحليلات حول مستقبل التحالفات لكلا الطرفين وما يمكن ان يؤدي إليه أي تفاهم بين الرجلين على المستقبل السياسي في البلد وتوسعت القراءات بين من إعتبر أن النقاش في بدايته وهو سيأخذ وقتا طويلا من أجل غسل القلوب خاصة ان المسألة تتعلق بموقع كل طرف ونظرته الى قواعد بناء الدولة وبين من إعتبر أن المسألة لا تتعدى محاولة من العماد ميشال عون لتسويق نفسه كمرشح وفاقي يمكن ان يحظى بغطاء سني وفي المقابل هو مستعد للتفاوض على مسائل أخرى تتعلق بسياسة الدولة .
هذا التقارب الذي إستكمل  بلقاءات بين الوزير جبران باسيل ومستشار الرئيس الحريري نادر الحريري كما اللقاءات بين باسيل والرئيس الحريري في باريس يرافقه وزير التربية الياس بوصعب ،  تراجعت التوقعات بشأن إيجابياته مع إقتراب موعد الخامس والعشرين من الشهر الحالي وهو الموعد الذي يدخل فيه لبنان بمرحلة الشغور بمركز الرئاسة ، وهنا تبدأ التدخلات الخارجية إقليمية ودولية من أجل إختيار رئيس توافقي يمكن أن يشكل نقطة إلتقاء بعيدا عن مرشحي ما بات يسمى الصف الأول وهم الزعماء الأربعة الذين شاركوا في إجتماع بكركي المسيحي .
تيار المستقبل الذي لم يهضم اللقاء العوني الحريري ، وضع مجموعة من المطالب على الطاولة لا سيما موضوع موقف العماد عون من وجود حزب الله في سوريا إضافة الى الموقف من سلاح حزب الله كما من المحكمة الدولية ، وقد أطلقت التصريحات من نواب المستقبل تدعو عون الى التراجع عن كلمته التي كان أطلقها تجاه الرئيس الحريري بقوله ” قطعنا له وان واي تيكيت ” بعدما غادر بيروت ، والإعتذار أو الإعلان بشكل واضح عن موقفه من كتاب الإبراء المستحيل الذي حمل فيه بشدة على السياسات الإقتصادية والمالية للرئيس رفيق الحريري والرئيس فؤاد السنيورة. هذه الشروط إضافة الى دعوة عون لإقناع الأطراف المسيحيين بقبوله كمرشح رئاسي وخاصة قوى 14 آذار ، تشير الى أن قبول تيار المستقبل بالعماد عون كمرشح وفاقي هو  ” أمر صعب ” بحسب ما قال الوزير نبيل دو فريج .
التيار الوطني الحر ، الذي بدأ قبيل دخوله حكومة الرئيس تمام سلام بخطوات تظهره على مسافة من حلفاءه ، وهو إستمر بعد ذلك من خلال مواقفه التي حاولت الموازنة بين التحالف مع حزب الله وإبتعاده في الأمور الداخلية وهو ما ظهر في وزارة الخارجية والمواقف التي أصدرها الوزير باسيل  في إجتماعات الجامعة العربية وتبعها بحركة في الوزارة كما في المواقف من موضوع سلسلة الرتب والرواتب وغيرها من الملفات . وعلى الرغم من حركة التمايز هذه ، إلا أن هذ الخطوات لم تفلح في إقناع جماهير المستقبل ، لأن عون بحسب رأيهم لا يمكن توقع مواقفه .
الحوار لم يتوقف بعد على الرغم من عدم الحماسة لدى جماهير الطرفين ، ومما لا شك فيه أن هناك محاولة لإطالة أمد الأجواء الوسطية بمعنى لا سلبية ولا إيجابية ، إلا أن هذه اللقاءات التي تجمع التياران ، وعلى الرغم من أنهما متوازيان ، يبدو أنها وإن لم تلتق على تسمية العماد ميشال عون رئيساً ، ربما ستلتقي على ما بعد الرئاسة والمشاركة في السلطة السياسية ، إذا ما حصلت التسوية على إسم توافقي ، إلا أن السؤال يبقى هل لقاء التياران سيكون على حساب تحالفات الطرفين أي حزب الله والقوات اللبنانية ؟