- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المصالحة… مصطلح لا أكثر!

فادي أبو سعدى
لم يعد الحديث عن «المصالحة» الفلسطينية أمراً مُجدياً، ذلك أن الصورة باتت واضحة، حتى وإن حاولوا غير ذلك بكلامهم المنمق، فما جرى ويجري في القاهرة أمر معيب بحقنا جميعاً، أمام أنفسنا، وأمام الأشقاء العرب، وحتى العالم بأسره، وكفاكم القول إن المصالحة هي استراتيجية فلسطينية.
لماذا ذهبتم إلى القاهرة غير متفقين على من يحضر ومن لا يحضر؟ وكيف هي مصالحة إذاً وتفعيل لمنظمة التحرير بينما ترفضون هذا وذاك؟ وما هي الاتفاقيات السرية التي تمت بين حركتي فتح وحماس؟ كيف ستتم الانتخابات من دون مجلس تشريعي ووطني يصادق عليها؟ ما هي المصالحة التي تتحدثون عنها ولا نعرفها نحن؟
لم يبق من المصالحة غير «المصطلح» فقط، ولم نعد نكترث حقيقة حتى لو أعلنتم المصالحة، ولا تعتقدوا بأن المصالحة لو حدثت بينكم، فإن ذلك يعني تلقائياً بأنها حدثت بيننا أيضاً، لأن هذا اعتقاد خاطئ، وأنتم السبب في ذلك، لكثرة المماطلة، وعدم الجدية، والتصريحات المتناقضة، والاختلافات الكثيرة، وفي ظل عدم توفر الإرادة، والإحراج الكبير الذي تسببتم لنا به أمام أنفسنا والعالم كله.
الكارثة أننا لم نعد نسمع صوت اليسار الفلسطيني، ولم تعد الجبهة الديموقراطية، ونظيرتها الشعبية، وحزب الشعب، وفدا، وغيرها الكثير، ذات أثر على الإطلاق، ولو كانت كذلك لكان الحال أفضل بكثير من حيث التوازن، وصنع القرار.
تتحدثون عن الانتخابات؟ وعن التحضير لها؟ ومن قال لكم إننا سنعيد انتخابكم بكل أطيافكم! ولماذا سنفعل ذلك بعد كل ما رأينا منكم، وما جلبتموه لنا؟ لقد حان وقت التغيير على ما يبدو، وعلينا التفكير بتغيير الفكر السياسي السائد في البلد ليتناسب مع الربيع العربي، لأن الربيع الفلسطيني لا يعني الاحتلال الإسرائيلي فقط، وإنما وقف التفرد الفصائلي المقيت بحياتنا، ومستقبلنا، دون أن نحقق شيء يذكر حتى الآن.
عليكم جميعاً أخوة ورفاق، فتح وحماس، يسار ويمين، الاعتراف بالفشل الكامل في إدارة الملف الداخلي، فكيف إذاً سيكون عليه الحال في الملفات الدولية المتعلقة بالاعتراف بدولة «فلسطين»، أو بالملف الرئيس المتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، بينما أنتم منقسمون على من يحضر الحوار ومن لا يحق له ذلك!
نحن في الشارع من دفع، ومن لا يزاليدفع،  ثمن خطاياكم، ورغم ان الخيار لنا في صناديق الاقتراع إن جرت الانتخابات، ورغم أننا لا نمتلك بدائل كثيرة، إلا أننا مللنا فكركم العقيم الذي يعتقد بأننا قطيع أعمى من الأغنام يسير خلفكم، وينفذ ما تريدون، ويعتقد ما تعتقدون.
اختلاف وجهات النظر، كما أردتم تسميته لإخفاء الحقيقة، بات واضحاً في صفوف قيادة حماس، وهو أمر لا يختلف عن قيادة فتح هي الأخرى، لذلك عليكم الاستعداد لما هو قادم، وليس فقط الانتخابات كما تعتقدون، فالشارع له الكلمة الفصل، وقد عشتم ذلك من تونس إلى القاهرة، ليبيا، واليمن وسوريا، والآتي أعظم.