- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“أبواب القصبة الخالدة” لعبد الرحمان كحلان

١الجزائر- نصيرة بلامين

احتضن قصر الثقافة “مفدي زكرياء” معرضًا للرّسام التّشكيلي، الجزائري “عبد الرحمان كحلان” والذّي أقيمت فعاليته من 10 أفريل إلى 03 ماي الماضي، في قاعة “باية”. المعرض يحمل عنوان: “أبواب القصبة الخالدة”، ومن خلاله قام الرّسام التّشكيلي “كحلان” بإعطاء نظرة جديدة ومستحدثة عن مدينة “القصبة”، هذا التّراث العريق للعاصمة الجزائرية، والتّي أصبحت اليوم للأسف “مدينة خراب”.

ويتواجد قصر الثقافة “مفدي زكرياء” على بعد أمتار قليلة من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وإن حدث أن توجهتم إليه على متن سيارة مثلاً، ما عليكم إلاّ النّزول على مقربة من الوزارة ومواصلة السّير على أقدامكم.

ويتواجد معرض الرّسام التّشكيلي “كحلان” في قاعة “باية”، وهناك أكثر من أربعين لوحة معلّقة على حيطان القاعة، وهو عمل رائع يعبّر عن الرّغبة الشّديدة في بعث مدينة “القصبة” من جديد. وتسود هذه الألواح الفنية ألوان زاهية ودافئة وكأنّها تعكس صورة سكان القصبة المشهورين بطباعهم الحارة.

داخل مربع أسود صغير، رُسمت كتابة بخطوط ذهبية، ويمكن أن نقرأ فيه هذه الجملة: “كلّما ارتفعت إلى أعالي السّماء، أجد نفسي مرسخًا على الأرض، وكلما وجدت نفسي مرسخًا على الأرض، تبهرني من جديد بل وأضعافًا مدينة القصبة”. بالفعل، حتّى بخرابها، مدينة “القصبة” تبهر النّاظرين سواءً عن طريق أبوابها القديمة والتّي كانت بمثابة حصن للمدينة عندما تُغلق كـ: “باب عزون”، “باب جديد” أو “باب السّلطان” دون أن ننسى متاهات ممراتها التّي تدوخ المرء.

ومن خلال أقوال لـ”ألبيرت كامو” (وهو ابن بلكور) والتّي استحضرها الرّسام من خلال لوحة صغيرة، سُطرت بألوان برتقالية يعبر عن حبه وشغفه لمدينة الجزائر العاصمة: “أحيانًا يكون الحبّ السّري هو الذّي نتقاسمه مع مدينة ما، إلاّ أنّ الجزائر العاصمة ومعها تلك المدن المطّلة على البحر تنفتح على سماء كانفراج الشفتين أو انفتاح جرح ما. ما يمكننا أن نحبّه في العاصمة هو كلّ ما يمكن للجميع رؤيته: البحر الذّي يحيط كلّ مدينة، شمسها السّاطعة وجمال أهاليها، إنّها مدينة ينبعث منها عطر سريّ”.٢

العديد من اللّوحات شدّت أنظارنا إليها، لوحة جسد الفنان عليها “الخامسة” بلون أزرق متدرج، وفي الاعتقادات القديمة ترمز “الخامسة” إلى “حرز” لإبعاد عين الحساد.

لوحة أخرى جاءت تكريمًا للأمير “عبد القادر”، وأمامها لوحة صغيرة خطّ عليها مقولة لـ”فيكتور هيجو” مخلدة شخصية الأمير: “يتراءى لنا كرجل ذي طباع غامضة وروح مقاتلة، سحنته الشّاحبة يكسوها برنوس أبيض، لقد كان يتعزّز بشجاعته لكنّه سقط على ركبتيه في الظّل”.

“كحلان” لم ينس اللّعب بريشته ليعطينا صورة عن “الحبّ والحرية” في لوحة تظهر من خلالها خطوط جسد امرأة عارية تطغى عليها ألوان دافئة.

وتعتبر الأعمال الفنية لـ”عبد الرّحمان كحلان” شهادة حقيقية لنشيد حب للقصبة وللعاصمة في الآن نفسه، ويترك لنا هذا الفنان، الذّي ترعرع والداه في مدينة القصبة، رسالة محتواها: “أحبوا القصبة، أحبوا العاصمة”.