تلاشت يوم الأربعاء آمال العثور على مزيد من الناجين في انفجار منجم للفحم في غرب تركيا بعد مقتل 238 عاملا فيما قد تكون أسوأ كارثة صناعية في البلاد. ويعتقد أنه مازال 120 عاملا محاصرين.
وأثار حادث المنجم حالة من الغضب في مختلف أنحاء البلاد التي تشهد نموا اقتصاديا سريعا منذ عشر سنوات لكنها لا تزال تعاني من أحد أسوأ سجلات السلامة في أماكن العمل في العالم.
واتهم المعارضون حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان بتجاهل التحذيرات المتكررة بشأن سلامة المناجم في البلاد.
وقال إردوغان في مؤتمر صحفي بعد زيارة موقع الحادث “نحن كأمة بها 77 مليون شخص يعانون ألما شديدا.”
لكنه فيما يبدو تحول للدفاع عندما سئل عما إذا كانت إجراءات السلامة كافية في المنجم.
وقال “تحدث انفجارات من هذا القبيل في المناجم طول الوقت.” وسرد قائمة لحوادث المناجم في العالم منذ عام 1862.
وقال إردوغان إن عدد قتلى كارثة المنجم ارتفع إلى 238 بالإضافة إلى 80 مصابا.
وقع الانفجار الذي أشعل حريقا بعد الساعة الثالثة مساء بوقت قصير (1200 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء في سوما على بعد حوالي 480 كيلومترا جنوب غربي اسطنبول.
وفي وقت سابق قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز للصحفيين في مكان الحادث “نحن نتجه على الارجح إلى أكبر حادث من نوعه على الإطلاق في تركيا.”
وأعلن إردوغان الحداد لمدة ثلاثة أيام وألغى زيارة رسمية إلى ألبانيا. وألغى أيضا الرئيس عبد الله جول جولة إلى الصين كان من المقرر أن تبدأ يوم الخميس من أجل أن يسافر إلى سوما.
وأبرزت هذه الكارثة السجل السيء لتركيا بشأن سلامة العمال وجددت دعوات من جانب المعارضة لاجراء تحقيق في تراجع معايير السلامة في مناجم كانت الدولة تديرها في السابق.
وقع الانفجار اثناء تغيير نوبة العمل مما أدى الى شكوك بشأن العدد الدقيق لعمال المناجم المحاصرين بالداخل. وكان يلدز قال في السابق ان 787 عاملا كانوا في المنجم في ذلك الوقت وان عدد القتلى قد يرتفع أكثر.
وقال “آمالنا تخبو فيما يتعلق بجهود الانقاذ.”
وضخ عمال الانقاذ الاكسجين الي داخل المنجم لمحاولة ابقاء المحاصرين داخله على قيد الحياة بينما تجمع الاف من اقارب وزملاء عمال المنجم خارج مستشفى البلدة. وكثير من العمال الذين لقوا حتفهم أصيبوا بالتسمم لاستنشاقهم أول اكسيد الكربون.
وقالت ادارة الكوارث والطواريء في رسالة بالبريد الالكتروني انه تم انقاذ نحو 93 شخصا بينهم العديد من رجال الانقاذ ويتلقى 85 منهم العلاج من جروح اصيبوا بها.