هارولد هيمان
الزعيم الهندي ناريندرا مودي، الذي حقق حزبه فوزاً ساحقاً بالانتخابات، الجمعة هو من نتاج لب طبقات السياسة الهندية المتجزرة في البلاد. ولدى تنظيمه كتائب شبه عسكرية «المنظمة الطوعية الوطنية» (Rashtriya Swayamsevak Sangh)و وأفرادها يرتدون اللباس العسكري ونشاهدهم في الطرق وفي المناسبات والمهرجانات. وحزب “بهاراتيا جاناتا” (الحزب الشعبي الهندي) هو وليدة هذا التنظيم به العسكري، مع بعض التلوين الفلسفي الهندي.
وتجتمع هذه القوى وراء شعار واحد هو «الهندوسية» (hindutva) . وفيها الكثير من معاداة الغرب والتيار المحافظ والاقتصاد القومي والانكفاء على شبه القارة وصولاً للاكتفاء الذاتي. ولكن أكثر ما يميز هذا التنظيم هو معاداة الإسلام. ويمكن القول إن «الإسلاموفوبيا» هي ركيزة «الهندوسية السياسية». لهذا تحوم الشكوك حول مودي الذيحكم مقاطعة «غوجارات» منذ عام ١٩٩٨ وفي ظل حكمه وقعت مجزرة ذهب ضحيتها مسلمي المقاطعة رداً على استفزازات متطرفين إسلاميين،
في ظل حكم مثل رئيس الوزراء هذا سوف تسلط أضواء دول الجوار على الهند، ولربما لهذا السبب قام نواز شريف رئيس وزراء باكستان بدعوة مودي لزيارة باكستان. ذلك أن مستوى العلاقات بين نيودلهي وإسلام أباد سوف يقرر مستوى التوتر في آسيا الجنوبية.
فهل يختار مودي الإله «كالي» رمز الخراب أو الإلاه «فيشنو» رمز الحماية والأمن؟ ستقرر قدرته على حل المسائل الاقتصادية الاتجاه الذي سيأخذه، لأن الأزمة الاقتصادية هي التي أبعدت «الكونغرس» العلماني ولكن …المفسود والبالي.