- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اضغاث اليقظة

Mountazar 2013بقلم منتظر الزيدي

ساقية تهدهد وليدها..
وقمر يستحم ببقايا ضوء..
كبش ينحر اسماعيل..
وكواكب تنهال على رأس يعقوب وصغيره المدلل..
ابو لهب لا يخشى النار..
وحفل تكريم لحرمه باحدى العواصم الغربية..
الشمس تقتني غسالة (فول اوتوماتيك)
وغيمة منشغلة بترقيع ثوب السماء..
بلقيس تعاقب الهدهد..والمارد يطمع بالعرش.
فيل يرعى في مكة..
وابرهة يكنس الحرمين.ويطعم الابابيل..
حواء لن تدخل الجنة دون محرم..
وآدم يسدد فاتورة الخطيئة الاولى..
كم هي المسافة ؟
يجيب المارد..طرفة عين
يعيد السؤال ..كم المسافة؟
يرد المارد برمش عينه..
يعيد السؤال بضجر..كم تساوي بالدولار..
يهرب المارد من سليمان..
يطلب اللجوء الى اورشليم..
يحصل على جواز من السلطة..
امريكا حامل في شهرها التاسع والعشرين
والعرب يهدونها مهد من البترول..وحقيبة يد من الجلد الصومالي الهزيل…
العرب يحصلون على كأس العالم في المؤخرات الكبيرة..
ويتسلم الكأس ولي العهد الذي لم يولد بعد..
القمر ينهي حمامه،يتناول شجيرة يلفهاحوله..
الساقية تترك وليدها وتهرب ،بعد ان شاهدت غيمة تبول واقفة …
منتظر الزيدي.

From: al-akhbar-paris@orange.fr
Subject: من بسّام
Date: Fri, 18 Apr 2014 21:32:23 +0200
To: mmnnrr79@hotmail.com

عزيزي منتظر
أطيب السلامات
أرجو أن تكون بصحة جيدة أنت وحرمك المصون والابنة العزيزة حفظها الله
عزيزي هاك رابط المادة منشورة

في رحيل غارسيا ماركيز: ماذا بقي لدينا لنقرأ..؟؟


بسّام

Le 18 avr. 2014 à 21:19, ابو ذر iq a écrit :

كيف حالك اخي بسام؟؟

في رحيل الاديب المبدع “غابرييل غارسيا ماركيز”
منتظر الزيدي
ماذا بقي لدينا لنقرأ..؟؟
وماذا بقي لليالينا كي نحلم ..؟
في اخر رواية لك (عشت لاروي) فتحت صندوق اسرارك،واطلعتنا على كل شيء،وكأنك تكتب رثائك..وافشيت سحر(مئة عام من العزلة)وغموضها ، و(خريف البطريارك) ودوائره المعتمة.
عرفنا منك ياصديقنا الذي لاتعرفنا، ان في الحياة لونٌ اخرَ لايمكن تخيله دون رواياتك
وسيناريو عشق لذيذ ابعد من آهاتنا..
كنت اقرأ لك حتى وانا في زنزانتي التي اضاءت برواياتك لياليها السوداء..
وحين سقطت عيناي على كتابك (ليس لدى الكولونيل من يكاتبه) خيل الي انني اقرأ مستقبلي ونفسي بمنفى قد احصل عليه (مكافئة نهاية حكم).!!.
ياماركيز قد لايعرفك الكثيرون منا ،لاننا امة انشغلت عن القراءة بحاسة سمع مغشوشة تسمع الاكاذيب وترويها وكانها حقيقة.!!.
قد لايحزن الناس هنا في بلادنا لرحيلك ،لان الاحلام لدينا ترفٌ لم نعهده ،وصانعو الخيال الجميل لاوجود لهم في بلادنا الحزينة..
لقد كان مقدر ان نلتقي في (المكسيك) حين كنت تناصر المظلومين بحملة ضد الغطرسة الامريكية وطلبت ان اكون انا بين مشاركيها ،ولكنني كنت احمل جوازا كتب عليه ،غير مسموح له الدخول سوى الى ساحة المعركة أو المقبرة.!!. ولم نلتق ،لكنك بقيت في بريقٍ واضواءَ تنير صفحات الادب لدينا ..
نم يا شيخ الامازون ..
فرثائي لن ينفعك.. واشتياقي لسماع قصصك لن يغير من نبأ رحيلك ..
الشرق الذي احببت وكتبت قصصا كان ابطالها شرقيون من الشام،لم يعد ذلك الشرق فقد تحاربنا وتناحرنا وتباغضنا وتباعدنا حتى صار بين المنزل والمنزل الف متراس وفي الباب الف مزلاج ..وعلى الرصيف الف لغم والف جثة والف طفل جائع وعاري الثياب.. وفي الثياب الف جرح والف سوط لجلاد..وخلف الجلاد الف سمسار يحشو باروده في ماسورات بنادق وجهت الى صدورنا…
ارحل ياماركيز فان الزمن الجميل قد ولى ..وانت لاتنتمي الى زمن غيره ..
سنتذكرك مادام فينا الحب ينبع ..
حتى وان كان مصابا بداء الكوليرا..!!!
منتظر الزيدي