باريس – «بسّام الطيارة»
باريس متفائلة: إذ يؤكد مصدر مقرب من الملف اللبناني أنه «لم يطلع على أي مذكرة تفيد بأن انتخاب الرئيس اللبناني لن يحصل قبل تاريخ استحقاقه».
باريس سعيدة: إذ أن نصف الطاقم السياسي ترك بيروت ونزل عاصمة النور باريس للتداول بالشأن الرئاسي.
باريس فخورة: إذ أن أقطاباً قالوا مراراً إنهم لا يريدون تدخل خارجي هم اليوم على عتبة الكي دورسيه وفي أروقة الفنادق الباريسية أو في شققهم الفاخرة (الحريري والسنيورة وجعجع وجنبلاط).
وأخيراً …باريس حاضنة: اللقاءات المتقاطعة تتم في العاصمة الفرنسية وليس في الرياض أو جدة.
وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان في باريس ومن المؤكد أنه التقى الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» فؤاد سنيورة. فيما رفضت مصادر مقربة من السعوديين تأكيد لقاء جعجع والفيصل.
في حين أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلتقى بالحريري في دارته بباريس في حضور السنيورة، وتضمن اللقاء غداء عمل سبق «خلوة» كما قال مصدر مقرب من الحريري. الذي أكد أن اللقاء تتطرق إلى الأوضاع العامة في لبنان وبالطبع موضوع الاستحقاق الرئاسي.
ولأول مرة منذ انطلاق مسيرة انتخاب الرئيس لم يأت البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري على مسألة «التمسك بترشيح جعجع»، ولا حتى ذكر «دعم جعجع» وقد رفض المصدر المقرب من الحريري التعليق على هذا الغياب البارز، وبقاء البيان ضمن «العموميات» التي لا يختلف عليها اثنان في لبنان مثل «رفض الفراغ والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ» ثم التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، إلا إذا كان ذكر «وجهات النظر متطابقة» التي جاءت في البيان تعني دعم الترشيح !
ولكن هل يعني ذلك أن الحريري بات في وادي الصفقة العونية أي «دعم وصول عون مقابل استلام رئاسة» الوزراء؟ مصدر فرنسي مقرب من الدوائر العليا قال حرفياً «إن الضجة التي يثيرها عون لا توصل إلى بعبدا»، رافضاً الدخول في التفاصيل. إلا أن مصدراً ديبوماسياً عربياً أشار إلى أن السعودية لها كلمتها رغم النفي اليومي لأي تدخل في الشأن اللبناني مضيفاً «وحتى الآن لم تقتنع بهذه الصفقة العونية» وتابع الديبلوماسي قائلاً «على كل حال تدرك المملكة بأن أياً كان قاطن بعبدا المقبل فإن رئاسة الوزراء ستكون لسعد الحريري». وقد وافق خبير في شؤون الشرق الأوسط هذا التحليل وأضاف «في حال إغضاب السعودية فإن على الهبة المالية للجيش السلام». وتابع من هنا «ترابط مصالح لبنان المتلقي وفرنسا الموردة في عدم إغضاب الرياض».
ومن هنا تقول مصادر بأن الفرنسيين طلبوا بشكل غير مباشر من جعجع «أن يحاول حلحلة الأمور» وأن يلعب دور«مُسَهِل» (facilitateur) لانتخاب رئيس للبنان» وهي طريقة ديبلوماسية للطلب منه سحب ترشيحه، دون اتهام باريس بالتدخل في الشأن اللبناني.
قد تكون التوصية الفرنسية وصلت إلى جعجع خلال اجتماع مع لجنة منسقية فرنسا الذي دام أكثر من ساعة، إلا إذا كان جعجع قد التقى بمسؤولين فرنسيين الذي رفضوا تأكيد هذا اللقاء.