كانت عقارب السّاعة تشير إلى منتصف النّهار ونصف، ويوم السّبت هو يوم عطلة للجزائريين، دون أن يمنع ذلك المشاة من الذهاب والإياب في ساحة “كنيدي” بالأبيار (الجزائر العاصمة) لاقتناء بعض الحاجيات. وفجأة تجمع حشد كبير من النّاس أوقفهم مشهد نيران تتعالى على بناية بجانب “مكتبة الأبيار العامة”.
httpv://www.youtube.com/watch?v=35-ARO7OkEU&feature=youtu.be
للوهلة الأولى، اعتقد الجميع أنّ قنبلة انفجرت وعادت بهم الذّاكرة إلى الوراء يوم انفجرت قنبلة أمام الجامعة المركزية بساحة “ديدوش مراد”، وأخذت النّاس تسأل عمّا جرى بالضّبط وأستقصي الأخبار، ردّ عليّ بعضهم أنّه لم تنفجر قنبلة بل الحادث كان نتيجة شحنة كهربائية،بانتظار وصول بالحماية المدنية، كانت ألسنة النّيران تلتهم المبنى بسرعة وبشكل مريع،ولم تصل فرق الحماية الوطنية رغم مرور أكثر من 40 دقيقة ، وقال أحد المتمعين إنه كان من الممكن في البداية إطفاء النّار التّي أصابت محلاً للألبسة، حيث تسارع المالك بإخراج سلعه وعماله، إلاّ أنّ تباطؤ الحماية المدنية جعل من الحادث أكثر تفاقمًا. كان عدد لا بأس به يهاتف رقم 14، ويحصل الجميع على نفس الإجابة « أنّهم على علم بذلك».
أخذت الجموع في التّزايد على الجمهرة في ساحة “كنيدي” والكلّ متهول في مجرى تطوّر مشهد هذا الحريق، وبدأ الجميع يتساءلون لما هذا التماطل من قبل عناصر الحماية المدنية، أحد أعوان الأمن أجاب بأنّ هناك زحمة كبيرة والطريق مسدودة وسيارات الحماية المدنية تعرقلها حركة المرور للوصول إلى مكان الحريق، وكانت كلّما مرّت دقيقة إلاّ وتعالت ألسنة النيران أكثر بكثير حتّى سمع المتجمهرون صفارات سيارات الحماية المدنية التي هرعت لإطفاء الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحل، ويبدو أنه لم ينجم عن هذا الحريق خسائر بشرية بل مادية.
واتفق الجمهور بأن لو وصل رجال الإطفاء عند بداية الحريق لما تعاظم الحادث، لكن لما اللّوم إن كانت حركة المرور معطّلة؟ وذكر بعضهم بأن المسؤولية لا تقع على رجال الإطفاء؟ طبعًا، لا! بل هي من نصيب المسؤول عن إصلاح الطّرقات؟ وصاح البعض “عمار غول”. وهو المسؤول حاليًا عن النّقل طبعًا! النتيجة؟ حريق هائل… يلتهم محل ألبسة ويأتي على بناية بأكملها يوم السبت 18 ماي 2014 بساحة كنيدي بالأبيار.