- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الرئيس البطريركي

Najat2014نجاة شرف الدين
لم تفلح معظم الدعوات التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، من أجل التوافق بين مختلف القوى المسيحية الأساسية ولا سيما الشخصيات الأربع التي جمعها في بكركي يوما ، على إختيار إسم  لطرحه  لرئاسة الجمهورية ، كما لم تفلح الدعوات المتواصلة للنواب وخاصة المسيحيين من أجل القيام بدورهم في المجلس النيابي وتأمين النصاب لإنتخاب الرئيس قبل الخامس والعشرين من شهر أيار ، موعد نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان . البطريرك الراعي الذي إعتبر أن الرئاسة الأولى بمثابة ” الرأس من الجسد تعطي الشرعية للمجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات وتضمن الإستقرار في البلاد وتعطيها شرعيتها الدولية ، حذر النواب من عدم قيامهم بواجبهم الوطني والمشرف ، بانتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار ، وإلا لحقهم العار وإدانة الشعب والدول الصديقة إذا رموا سدة الرئاسة في الفراغ ، مشيرا الى أنه لا يمكن أن نرضى بالفراغ ولو ليوم واحد ، لإنه إنتهاك صارخ ومدان للميثاق الوطني لكونه يقصي المكون الأساسي في الحكم الميثاقية في لبنان وهو المكون المسيحي ولأنه إنتهاك صارخ ومدان للدستور.
هذا الكلام العالي اللهجة الذي صدر عن الراعي والذي عاد وأكده بلهجة وصلت حد التحذير بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام قبيل زيارة الأخير الى السعودية ،  يعبر عن غضب بكركي مما آلت إليه الأمور على الساحة المسيحية ، كما يشير الى الدور الذي تلعبه بكركي في هذه المرحلة وفي هذا الملف بالتحديد، وهو ما برز من خلال  تحول البطريركية الى محجة للقاءات مع مختلف القوى السياسية ، كما السفراء العرب والأجانب ، لمناقشة الظروف الرئاسية ، وكان لافتا ما قاله السفير السعودي علي عواض عسيري بعد لقاءه الراعي عندما قال إن الإستحقاق الرئاسي يقع على عاتق المسيحيين بالدرجة الاولى . وعلى الرغم من التصاريح العديدة التي أطلقها السفراء بعدم التدخل وبأن لا مرشحا لديهم ورغبتهم في رؤية نهاية سعيدة للإستحقاق الرئاسي في المواعيد الدستورية ، إلا أن اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس مع المسؤولين اللبنانيين بينهم الرئيس فؤاد السنيورة والدكتور سمير جعجع والرئيس سعد الحريري  ، توحي بسعي عربي ودولي أو بمحاولة أخيرة من أجل إنجاز الإنتخابات في موعدها.
التحرك العربي لم يحجب حركة البطريرك الراعي الذي يشدد في كل مناسبة على رفض الفراغ ، وهو تلقى دعوات من أطراف سياسية تبدي إستعدادا  للتمديد للرئيس سليمان خلال فترة ما سموه ” الشغور” في موقع الرئاسة أي في إنتظار إنتخاب رئيس جديد ، وهو ما لم يلق حماسة من قوى أساسية ومنها حزب الله ، كما سيكون هذا الموضوع مطروحا من قبل رئيس الحكومة تمام سلام في زيارته الى السعودية ، حول إمكانية إيجاد آلية  يمكن من خلالها التوافق على آلية للتمديد المؤقت، بسبب عدم التوافق على إسم محدد.

مما لا شك فيه أن البطريرك الراعي سيحاول بذل الكثير من الضغوطات من أجل إتمام الإستحقاق في موعده ، ومما لا شك فيه أيضا أن الرئيس الجديد لن يخرج عن عباءة بكركي البطريركية ، إلا أنه ومنذ إتفاق الطائف لم يكن الرئيس خيارا مسيحيا فقط ، كما لم يكن خيارا محليا ، فهل يكون الرئيس هذه المرة بطريركي الهوى ؟

Sent from my iPad