- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

صورة البطل أم الهارب ؟

Najat2014واشنطن – نجاة شرف الدين (خاص)

قبيل وصول السرجنت الأميركي بو برغدال ، البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما ، والذي أطلقت سراحه حركة طالبان ، الى أميركا ، وفي طريقه عبر ألمانيا حيث توقف لتلقي العناية الصحية في قاعدة أميركية ، شن الجمهوريون في الكونغرس حملة سياسية كبرى على الرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته ، تناولت عملية التبادل التي حصلت وتم  إطلاق سراح خمسة من كبار المدانين الإرهابيين في سجن غوانتانامو مقابل إطلاق برغدال . هذه الحملات التي إعتبرت أن مبدأ المفاوضات مع الإرهابيين مرفوض ، إنتقدت الظروف التي تم العمل بها والتي قالت ، إنه لم يتم إعلام الكونغرس بها ، إضافة الى الظروف التي تم القاء القبض فيها على الجندي برغدال ، بعد أن ترك قاعدته هاربا من تأدية وظيفته في الجيش وبالتالي هو ليس بطلا  ، وصولا الى الخطر الذي يمكن ان يشكله إطلاق سراح خمسة من كبار الإرهابيين ، إذا لم يتم تلقي الضمانات الكافية لعدم عودتهم الى ميدان القتال في أفغانستان .
هذا النقاش توسع في الإعلام الأميركي  وشكل الخبر الأول مع إحتدام الجدل السياسي في هذه المرحلة الفاصلة عن إجراء الانتخابات في نوفمبر المقبل لمجلسي النواب والشيوخ ، وبالتالي فإن الجمهوريين أرادوا الإستفادة من هذه الفرصة للإنقضاض على أوباما ، على الرغم من الإيضاحات العديدة التي قدمها فيما يتعلق بتفاصيل هذه العملية ، والحفاظ على سريتها ، ونفي المفاوضات المباشرة مع الإرهابيين ، وبأن قطر هي الطرف المفاوض مع طالبان ، كما إتهمهم رئس لجنة الإستخبارات في الكونغرس مايك روجرز الذي قال ” إن البيت الأبيض إرتكب خطأ جسيما بالمفاوضات مع الإرهابيين ” مطالبا بمراجعة تفاصيل هذه القضية في اللجنة النيابية مبديا تخوفه من ان يؤدي ذلك الى التشجيع على الخطف وطلب الفدية .
المتحدث باسم البيت الأبيض ، والذي قدم إستقالته مؤخراً،  جاي كارني ، رد على الإتهامات بالقول إن هذه العملية كان الكونغرس على إطلاع عليها مبديا إستغرابهم من عنصر المفاجأة لديهم ، معتبرا أن قائد القوات المسلحة رحب بعودة الجندي برغدال مشيرا الى أننا ” لا نترك رجالنا ونساءنا وراءنا” . هذه التوضيحات التي لم تكن كافية للجمهوريين ، كان سبقها تأكيد من مستشارة الأمن القومي سوزان رايس عن ضمانات تلقتها واشنطن من قطر لبقاء هؤلاء الذين تم إطلاق سراحهم في قطر وعدم عودتهم للقتال ، وهي قالت إن الوعود جاءت من أمير قطر شخصيا للرئيس أوباما عبر الهاتف. هذا الإتصال تبعه لقاء مباشر في قاعدة وست بوينت في نيويورك بين الرئيس أوباما والأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آلى ثاني والد الأمير الحالي تميم ، للتأكيد على العملية والضمانات .
أما النقطة المهمة بالنسبة للأميركيين ، فهي السؤال هل صحيح أن عددا من الجنود قد قتلوا أثناء البحث عن برغدال ، وهل صحيح مسألة هروبه من قاعدته العسكرية وبالتالي هل يستحق هذا الثمن الكبير الذي تم دفعه لإنقاذه ؟
هي أسئلة عديدة تطرح في النقاش الإعلامي وسواء كان برغدال هاربا أم بطلا ، وسواء كانت الصفقة رابحة أم خاسرة بمعايير التبادل في هكذا ظروف ، وسواء تم التفاوض مع الإرهابيين أو بالواسطة ، وسواء تم مخالفة القانون بعدم إطلاع الكونغرس في آخر ثلاثين يوما قبل تنفيذ العملية أم تم إحترام القانون ، فإن هذه القضية ستترك تداعياتها المباشرة داخليا على المعركة الإنتخابية بين الجمهوريين والديمقراطيين …

Sent from my iPad