دارت معارك شارك فيها قناصة واستخدمت فيها قذائف هاون وقاذفات صواريخ طوال الاثنين بين حرس الحدود وانفصاليين موالين لروسيا في لوغانسك شرق اوكرانيا واتهمت واشنطن روسيا بزعزعة استقرار المنطقة من خلال السماح بنقل اسلحة ومقاتلين اليها.
ودانت وزارة الخارجية الروسية “جريمة” سلطات كييف “بحق شعبها” بعد هذه المواجهات الاعنف منذ معركة مطار دونيتسك الدولي قبل اسبوع والتي اوقعت 40 قتيلا معظمهم من المتمردين الروس.
وليل الاحد الاثنين، شن نحو مئة متمرد هجوما على المقر الاقليمي لحرس الحدود عند تخوم لوغانسك التي تعد 450 الف نسمة.
ومساء الاثنين عاد الهدوء الى المنطقة حيث لاحظ مراسلو فرانس برس وجود اثار دماء.
لكن سرعان ما تجددت المواجهات وفقا لحرس الحدود الذين اصيب ثمانية منهم بجروح في حين قتل خمسة انفصاليين.
وقبل ذلك اطلق قناصة النار على المبنى من سطحي بنايتين من تسع طبقات، يدعمهم متمردون متمركزون في اسفل المبنيين يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ.
وصرح “رئيس وزراء” جمهورية لوغانسك المعلنة من جانب واحد فاسيلي نيكيتين لفرانس برس انه شاهد اربعة قتلى بينهم “وزيرة الصحة” في حكومته ومدنيون.
وشاهد مصور لفرانس برس جثة قناص انفصالي ينقلها رفاقه في اسفل المبنى واطباء يعلنون وفاته.
وفي المدينة نفسها وقع انفجار في الادارة الاقليمية اوقع قتيلين على الاقل بحسب ما قال مسؤول في الاجهزة الطبية المحلية لوكالة انترفاكس اوكرانيا.
واكدت الولايات المتحدة الاثنين ان لديها “ادلة” تثبت ان موسكو لا تزال تسمح بمرور مقاتلين واسلحة الى شرق اوكرانيا.
ورفضت روسيا على الدوام اتهامات تورطها في زعزعة استقرار اوكرانيا وتطالب كييف بوقف “عمليتها الانتقامية” في الشرق. والاثنين طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فتح “ممرات انسانية” في شرق اوكرانيا في اطار مشروع قرار في مجلس الامن الدولي.
واوقعت اعمال العنف في هذا القسم من البلاد 200 قتيل من جنود ومتمردين ومدنيين منذ اندلاعها في 13 نيسان/ابريل.
وقال وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو عشية الاسبوع الذي يلتقي فيه بوتين عددا من نظرائه الغربيين في الذكرى السبعين لعملية انزال الحلفاء، ان “نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تزال غير واضحة”.
وعلى صعيد الطاقة منحت روسيا اوكرانيا مهلة اسبوع حتى التاسع من الجاري حول الغاز وهددت بوقف امداداتها التي تثير قلق اوروبا، وذلك اثر مفاوضات حاسمة في بروكسل.
وقبل ساعات على بدء المفاوضات حول الغاز في بروكسل، اكد المدير التنفيذي لغازبروم الكسي ميلر تلقي دفعة بقيمة 786 مليون دولار من كييف مذكرا بان اجمالي الدين يبلغ 2,3 مليار دولار هي ثمن الغاز الذي تم تسليمه حتى الاول من نيسان/ابريل.
كما خففت مجموعة الغاز من حدة موقفها حول تسديد شحنات الغاز بعد هذا التاريخ.
ويتوقع ان يلتقي الرئيس الاوكراني الموالي للغرب بيترو بوروشينكو الاربعاء الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل تنصيبه في السابع من الجاري.
كما سيتمكن من لقاء الرئيس الروسي بمناسبة الاحتفالات في النورماندي (غرب فرنسا) حيث تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رغم انه ليس هناك لقاء مقرر وفقا للكرملين.
ويلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بوتين في النورماندي على انفراد “للتشديد على اهمية الحوار بين الحكومة الروسية والحكومة الاوكرانية الجديدة”.
وسيلقي التصعيد بين روسيا واوكرانيا والذي يشكل المواجهة الاخطر في اوروبا منذ الحرب الباردة، بظلاله على كل مرحلة من جولة اوباما من بولندا الى النورماندي لاحياء ذكرى الانزال في 6 حزيران/يونيو 1944 مرورا بقمة مجموعة الدول السبع في بروكسل الخميس.
وتحل هذه القمة محل قمة للدول الثماني كانت مقررة اساسا في الموعد نفسه بمشاركة روسيا لكنها الغيت بسبب الازمة الاوكرانية.
وقد يبحث بوروشينكو مع اوباما في نقديم مساعدة عسكرية اميركية لاوكرانيا. وقال ديريك شوليه مساعد وزير الدفاع الاميركي الذي يزور الاثنين اوكرانيا انه بحث مع السلطات الاوكرانية في “مساعدة بقيمة 18 مليون دولار وتعاون طويل الاجل لتعزيز البنى التحتية في الدفاع الاوكراني”.
وتندد كييف والولايات المتحدة بوجود مواطنين روس وخصوصا من الشيشان في صفوف المتمردين وتزويدهم بالاسلحة الثقيلة من جانب موسكو.
ولا تزال منظمة الامن والتعاون تفتقر الى معلومات عن ثمانية مراقبين تابعين لها يحتجزهم انفصاليون على ما يبدو: الفريق الاول منذ الاثنين في دونيتسك والثاني منذ الخميس في لوغانسك.