بسّام الطيارة
حقاً مسكين الشعب اللبناني؟ أم يجب أن نستدعي القول «كما تكون يولى عليك»؟
وصل سباق «النكايات» بين ما يسمى مختصراً فريق «٨» ومختصراً أيضاً فريق «١٤» إلى مستوى لم يسبق يصل بالبلد إلى حد الانهيار.
عندما أراد «١٤» فتح أبواب لبنان لنصرة الثوار وتوزيع حليب وبطانيات واستقبال اللاجئين تدافعت الحجج والحجج المضادة حول ضرورة نصرة اشقاءنا السوريين من جهة والتنديد بوجود مجاهدين بين النازحين من جهة «٨».
عندما بدأ «١٤» بتسهيل نقل السلاح للثورة السورية قامت قيامة «٨» وبدأ الحديث عن مؤامرة وانتشرت الدعوات للنأي بلبنان عن الحدث السوري.
عندما بدأ فريق من «٨» بدعم النظام السوري ورإسال مقاتلين، قامت (هذه المرة) قيامة «١٤» وبدأ التنديد بخرق مبدأ النأي عن النفس.
عندما طالب «١٤» بإقفال الحدود لمنع فريق «٨» من دعم النظام هب «٨» ليتهم الفوي الآخر بتنفيد ما عجز عنه قرار أممي عتيد أي إقفال الحدود مع سوريا.
عندما بدأ الثوار السوريون يهربون من القصير والقلمون نحو لبنان طالب «١٤» بفتح الحدود لاستقبال «الجرحى والهاربين من بطش النظام» فهب «٨» يحذر من تسلل القاعدة.
عندما بدأ الجنود اللبنانيون بتوقيف منتمين إلى القاعدة أفراداً وجماعات ندد «١٤» بتكالب الجيش وتعاونه مع «٨» لخنق الثورة.
عندما تتدافع قسم من المليون سوري من اللاجئين في لبنان نحو سفارتهم للمشاركة في ما يسمى انتخابات وحاولت القوى الأمنية ضبط الأمور على الأرض اتهم «٨» الجيش اللبناني والقوى الأمنية بعرقلة «عملية ديموقراطية» فيما رأى «١٤» في زحف السوريين نحو سفارتهم «موامرة على لبنان».
عندما رأى «١٤» إن عدد السوريين اللاجئين قد «بلغ حداً لا يطاق» اتهمه «٨» بالعنصرية اللبنانية وخرق المواثيق الدولية ودعاه لمراعاة مبادئ الأخوة.
عندما قرر «١٤» الدفع بقانون منع السوريين من العودة إلى بلادهم للتصويت اتهمه «٨» بالعمل على «توطين» السوريين في لبنان.
عندما يقرر أياً من الفريقين أن «الشمال في الشمال» سوف يرى الفريق الآخر أن «الشمال في الجنوب» والعكس بالعكس.
وبين الفريقين يقبع الشعب اللبناني مدهوساً تحت عجلة تناقضات سياسييه وألاعيبهم وخزعبلاتهم وحيلهم الألسنية. وينظر إليهم اللاجئون السوريون الهاربون من جحيم بلادهم ينظرون إلى شعب لبنان بعجب …إنه بحق شعب عجيب يرَي بما لا يمكن أن يرضى به أي من الشعوب.
عندما ضغط «١٤»