- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

زوبعة “جمهورية” في فنجان أوباما

Najat2014واشنطن – نجاة شرف الدين

لم تستطع كل التوضيحات والتصاريح التي أطلقها فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الظروف التي تمت فيها عملية تبادل الجندي الأميركي ” بو برغدال ” وخمسة من سجناء طالبان في معتقل غوانتانامو ، من أن تهدىء من عاصفة المواقف الجمهورية الرافضة والمدينة لهذه العملية . الجمهوريون الذين شنوا هجوما قويا على الرئيس أوباما، إتهموه  بتعريض حياة الأميركيين للخطر من خلال إطلاق سراح هؤلاء  المعتقلين الخمسة الخطرين جدا ، كما وصفوهم ، مشيرين الى أن كل الضمانات التي تم الحديث عنها ، لا يمكن ان تؤكد عدم ذهابهم مجددا الى ميدان المعركة .
هذه الضجة التي أثيرت في وسائل الإعلام الأميركية والتي ترافقت مع الإعلان عن عملية التبادل ، ركزت على شخصية برغدال وظروف إعتقاله من قبل طالبان ، لا سيما لجهة خروجه من قاعدته العسكرية ، وهنا طرحت تساؤلات عديدة عن هدف تركه لموقعه ، إضافة الى مسألة تعريض حياة الجنود الأميركيين للخطر من خلال عمليات البحث عنه ، إلا أن معظم الإنتقادات التي وجهت ، لم تنف ضرورة العمل على إطلاقه ، وهي سياسة الدولة التي لا تترك جنودها وراءها ، وهو ما يعترف به كل من الجمهوريين والديمقراطيين .
السيناتور الجمهوري جون ماكين وهو كان أيضا سجينا في حرب فيتنام ،  والذي يقود الحملة ضد أوباما ، حذر من الثمن الكبير الذي تم دفعه من أجل إطلاق برغدال ، وهو قال ” الكلفة كانت عالية جداً والتفاصيل عن هؤلاء الخمسة الكبار من طالبان لا يمكن ان نرسلهم بعدها الى منازلهم ، علينا ان نبقيهم في السجن حتى لو تم إغلاق غوانتانامو “. كلام ماكين عن الخطر الذي يشكله هؤلاء ، أضيف إليه تشكيك في الضمانات التي قدمتها قطر بعدم مغادرتهم البلد ، وهو ما عبر عنه بشكل واضح أحد نواب الكونغرس بقوله ” ربما لا يقوموا بعمليات ولكن لقاءهم بعائلاتهم يجعلهم قادرين على تبادل الرسائل مع أعضاء في طالبان، وربما الدخول في تحضير إحدى العمليات في المستقبل وحتى التحريض. ”
هذا القلق الذي ساد حتى في أوساط بعض الديمقراطيين ، من إمكانية أن تشكل العملية حافزا  لأي إرهابي ليقوم بخطف جنود أميركيين في مقابل الحصول على تبادل  ، رد عليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري معتبرا أنه ” سخيف ” مشيرا في حديث لقناة السي أن أن ،  ومن دون تقديم تفاصيل ، الى ان الولايات المتحدة لديها إمكانية مراقبة لأعضاء طالبان الخمسة الموجودين في قطر ، وتستطيع التحرك ضدهم إذا كان هناك من ضرورة لذلك ، القطريون ليسوا وحدهم من يراقبهم ، وإذا إختار هؤلاء الخمسة قتالنا فقرارهم هذا يبليهم بالخطر  .
كلام كيري ، كان سبقه تأكيد حازم  من الرئيس أوباما نفسه على أهمية إنجاز هذا التبادل ، وهو قال إنه لا يقدم أي إعتذار متجاوزا كل الإنتقادات مضيفا ” كان هناك فرصة وإستغليناها ” .
برغدال لم يصل الى منزله بعد ، ووالديه بدأوا يتلقون التهديدات ووكالة الإستخبارات الأميركية بدأت تحقيقاتها ،  والكونغرس غاضب على أوباما لعدم إطلاعه على الملف ، والطريق ستكون طويلة قبيل إقفال هذا الملف ، إلا أن أوباما يبدو حازما بمواجهته إنطلاقا من معارضة الجمهوريين له بغض النظر عن الموضوع ، وهو لم يقرأ ما حصل سوى أنه لا يعدو أن يكون إلا زوبعة .. في فنجانه.