نقطة على السطر
بسّام الطيارة
رويداً رويداً تتكشف نتائج الحرب الأميركية على العراق. هذه الحرب التي أرادتها واشنطن رغم أنف المجتمع الدولي والتي ركب ركابها علناً «كانيش بوش» طوني بلير، وصفقت لها بقوة دول الخليج. نعم تم التخلص من الديكتاتور الدموي صدام حسين ولكن… ولكن بأي ثمن.
لا توجد مفاضلة بين ديكتاتورية صدام وهمجية داعش، ولكن… ولكن هل يتم التخلص من ديكتاتور كما فعلت أميركا تهديم وتخريب دولة مستقلة بحجة واهية لتفتح باب الفوضى الجهنمية على المنطقة بكاملها؟
صفق «المثقفون» لخراب العراق ولكنهم لم ينظروا إلى الوراء قليلاً. لو فعلوا لأبصورا الصومال. عندما تخلص العرب من الديكتاتور الليبي، لم ينظر المصفقون له إلى العراق … ولا إلى الصومال. اليوم نصف ليبيا خارج يد السلطة التي وصلت تحت عباءة الغرب وحلفاءه. واليوم نصف العراق تحت سيطرة قوات داعش. جهاديو ليبيا وضعوا يدهم على ٨٠ في المئة من الأسلحة التي كدسها القذافي، وانتشرت هذه الأسلحة من الصحراء الكبرى إلى … صحراء العراق، مروراً بسيناء والأردن وسوريا. اليوم سيطرت داعش على عدد لا يستهان به من الثكنات وباتت تمتلك مئات الدبابات والمدافع والصواريخ.
من نافل القول إن هذه القوى لن تتوقف عند حدود لا جغرافية ولا طائفية ولا أتنية. إنها حرب عالمية ثالثة ستمتد من المحيط إلى الخليج، فليفرح المصفقو لسقوط القومية العربية التي شاءت أن تكون من المحيط إلى الخليج فحاربها اليسار متحالفاً من الرجعية العربية والغرب و… وصولاً إلى تفكيك هيكلية كاة الدول العربية … من المحيط إلى الخليج.
مخطئ من يظن أن داعش أو النصرة أو القاعدة ستُجَنِب دول الخليج أو المغرب أو الأردن أو حتى لبنان، وهي الدول التي تبدو وكأنها تتفرج على ما يحصل عند جيرانها. داعش والنصرة وجهاديو الساحل سيتابعون «ديناميكية» الغزو ولن تقف في وجههم أي قوة ولا أي دولة. وكلما سجل الجهاد انتصاراً كلما زاد عديد المجاهدين. والجهاد في هذه المرحلة بات يلتقي مع ما يعتمر قلوب وعقول الشعب العربية بسبب التخلف وتراجع الأوضاع الاجتماعية التي سببها تحالف الغرب مع أنظمة رجعية وديكتاتورية، تحالف أهب لتصاعد الحركة الجهادية وانتشارها وتوسعها.
يعتقد الغرب أنه في منأى عن هذا الجهاد. كم هو مخطئ. كم هو ساذج. كم هو مغفل. يعتقد هذا الغرب أن التكنولوجيا والحدود والقوة ستحميه من هجمة جهادية. هيهات أن يكون الأمر هكذا. هذا الجهاد خارج عن أطر ما درسه الاستشراقيون وما يعتقد أخصائيو الغرب أنهم يفقهوه. إنه جهاد «العدمية» حيث لا هدف له سوى الخراب والتخريب وعدو حاملي لواءه هو «الآخر»، أي كان هذا الآخر: شيعي مسيحي يهودي غربي بوذي … ديموقراطي … وصولا للمثقفين أيا كانت ديانتهم. هذه هذ «عدمية» هذا الجهاد… إنه سعي نحو العدم.
هيا صفقوا يا مثقفين. هيا صفقوا يا منظمات إنسانية، صفقوا لذهاب ديكتاتوريين واستقبلوا الجهاديين الذين سيبدأون حفل الذبح بكم أنتم.
صباحو. ها ها ها انت فاكر حديثنا في مكتبتك حول غزو العراق عندما كنت (كُنْتُمْ) تصفقون لجورج بوش وبول بريمر ؟؟ تفضل خود
داعش ونصرة قد ما بدك . صدام حسين ديكتاتور مثل ما كان روبيسبيير وكل ديكتاتورية يعقوبية ضرورية لبناء دولة عصرية (كل دول مرت في هذه المراحل من بريطانيا الى ماليزيا مرورا بفرنسا واليابان وكوريا ًتايوان ) من الصعب جداً الوصول الى الطابق العاشر دون المرور بالطوابق السفلى … هذا ما لا تقوله المنظمات الانسانية لانها تعبئ وقتها الفائض بالاهتمام بحالات أراها مناقضة لما تعيشه في سان جيرمان او بيكاديلي الأمثلة كثيرة : الصومال العراق ليبيا اليمن و سوريا وغدا (حديث الطيارة) الأردن قبل ان تصل الموسى لرقاب الخليج وللحديث توابع