- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الميلاد في بيت لحم: شجرة من قنابل الغاز والأسلاك الشائكة

بيت لحم ــ فادي هاني
بدأت بيت لحم باستقبال ضيوفها القادمين للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وكان أهمهم مسيحيو قطاع غزة من عدة طوائف الذين غادروا غزة مساء الخميس باتجاه مدينة بيت لحم للمشاركة احتفالات أعياد الميلاد.
وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أكدت أن 145 مسيحيا “فقط” غادروا عبر معبر بيت حانون “إيريز” شمال قطاع غزة الى الضفة الغربية للمشاركة في اعياد الميلاد، وبحسب الوزارة فإن مغادرة المسيحيين سوف تستمر حتى بداية يناير/ كانون الثاني المقبل.
العدد الرسمي الذي سمحت به السلطات الإسرائيلية هو 550 مسيحيا من طوائف اللاتين والروم بالمشاركة في أعياد ببيت لحم بالضفة الغربية. ويذكر أن السلطات الاسرائيلية لا تسمح لمن تقل اعمارهم عن 35 عاما من المغادرة، فيما يحرم آلاف المسيحيين يعيشون في غزة من المغادرة.
رسالة الميلاد السنوية التي خرجت عن غبطة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، بمناسبة حلول الاعياد المجيدة، لم تبتعد عن الواقع الفلسطيني والعربي، فقد تحدث البطريرك عن الربيع العربي ووضع المسيحيين بالقول: “دافعتُ دائماً عن الحق الشرعي في التغيير داخل العالم العربي لصالح الحرية والديمقراطية. وأكدتُ على أن المسيحيين غير مستثنيين من هذه الحركات الإصلاحية. وفي الوقت نفسه آمل واصلي من أجل احترام كرامة كل كائن بشري وحقوقه الإنسانية. وأطلب من السلطات المعنية في كل دولة تهدئة الخواطر وتجنب العنف وإراقة الدماء البريئة واحترام حرية الأقليات. ومن المناسب في هذا الوقت العصيب التذكير بحق الجميع على التساوي في المواطنة”.
كما تحدث البطريرك عن طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة بالقول “نريد سلاماً عادلاً وشاملاً ينهي الصراع العربي الإسرائيلي. ونثمن موقف الكرسي الرسولي الذي يؤمن ويطالب بدولتين تقعان ضمن حدود آمنة ومعترف بها ووفقا للشرعية الدولية. أعيد وأكرر بأن الوقوف مع حق طرف من الأطراف لا يعني معاداة الطرف الآخر. نريد سلاماً ورفاهية وأمناً واحتراماً متبادلاً وكرامة لكل المنطقة. لقد بدأت المسيرة ولكن يبدو أنها ستكون طويلة ومؤلمة. وانا مقتنع اليوم أكثر من أي يوم مضى بأن المفاوضات هي أفضل وسيلة لحل الصراع”.
على الأرض، فقط كان للنشطاء الفلسطينيين لمستهم الخاصة بعيد الميلاد، فقد عملوا على نصب شجرة ميلاد في ساحة كنيسة المهد، لكنها “شجرة من نوع آخر” ذلك أن رسالتها سياسية وتعكس ما تعانيه فلسطين جراء الاحتلال الاسرائيلي، فقد زينوها “بقنابل الغاز، والأسلاك الشائكة، بينما هي شجرة من جدار الفصل العنصري الذي تبنيه إسرائيل.
شباب من الحملة الوطنية لمقاومة الجدار العازل تجمعوا وبدأوا ببناء شجرة الميلاد التي تعتمد في بنيتها على اشكال تشابه الواح جدار الفصل العنصري واغصانها من الاسلاك الشائكة التي تضعها اسرائيل بالقرب من الحواجز وفي المناطق التي تغلقها امام نشطاء مقاومة الجدار، وثمارها عبارة عن قنابل الغاز المسيل للدموع التي يطلقها جنود الاحتلال على نشطاء المقاومة الشعبية السلمية، وتزينت بمفاتيح العودة الى منازل الديار التي فر منها اللاجئون قسرا.
الناشط محمد بريجية قال ان الشجرة تمثل رسالة دينية وسياسية فلسطينية للعالم اجمع بانه لا بد من انهاء الاحتلال وادواته البشعة الظالمة مشيرا الى ان نشطاء الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان سيعملون خلال اليومين القادمين بكل قوتهم من اجل تعريف السائحين بالقضية الفلسطينية وما تعانيه فلسطين جراء الاحتلال الاسرائيلي.
واوضح ان عشرات الشبان قاموا ويقومن بتوزيع منشورات وتقارير صحافية باللغة الانكليزية على وسائل الاعلام والصحافيين والسائحين لشرح الواقع الحقيقي لبيت لحم ولفلسطين وما يعانيه البشر جراء ممارسات اسرائيل.