- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

خيار هيلاري الصعب

Najat2014واشنطن – نجاة شرف الدين (خاص)

كان من المفترض  أن يكون الأسبوع الماضي هو أسبوع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ، مع صدور كتابها الجديد ” خيارات صعبة ” والذي خصصته للحديث عن مراحل في حياتها الشخصية والسياسية ، إلا أن أحداث العراق ، سرقت الضوء الإعلامي منها ، على الرغم من المقابلات العديدة التي أجرتها للتسويق لكتابها ، كما لإحتمال تقدمها كمرشحة للرئاسة في الإنتخابات المقبلة في العام 2016 .
كلينتون التي بدأت باكرا باستطلاع ردود الفعل حول دخولها كأول إمرأة يمكن ان تصل الى البيت الأبيض ، بعد أن سبقها منافسها السابق في السباق الى الرئاسة كأول أسود يدخل البيت الأبيض رئيساً ، يبدو أنها ستتريث بالإعلان الرسمي عن ترشحها ، في إنتظار تمهيد الأجواء مستفيدة من إمكانية إستنفاد الجمهوريين لهجومهم ، إن في مسألة الأخطاء التي يتم إتهامها بها أو تحميلها المسؤولية  ، مثل قضية مقتل السفير الأميركي في بنغازي في العام 2012 أثناء فترة توليها منصبها كوزيرة للخارجية وهو ما أوضحت تفاصيله في كتابها معتبرة أنها  تتحمل المسؤولية وهي قامت بما يلزم من أجل حماية من كانوا هناك ولكنها ليست من يتخذ القرارات الأمنية ، وهي حاولت القول أن المسؤولية أمنية ربما بمزيد من الإجراءات .
وزيرة الخارجية السابقة التي أرادت تسويق نفسها بأنها لا تريد الدخول في خلافات أو لعبة صغيرة ، إلا أنها أثارت عاصفة من ردود الفعل عندما تحدثت عن وضعها المادي وعائلتها ، إذ أعلنت في مقابلتها مع دايان سوير في  ” ABC ” أنهم غادروا البيت الأبيض وعليهم ديون لمنزلين ، إضافة الى تعليم إبنتهم ، مما إستدعى ردودا مشككة من الجمهوريين الذين رأوا أنها بعيدة عن العالم وهي تحاول تبرير الرواتب المرتفعة التي تتقاضاها إضافة الى زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون مقابل المحاضرات والخطابات .موضوع الإفلاس ألذي أطلقته كلينتون ، سمح بفتح الملفات المالية والرواتب الخيالية التي يتقاضونها هي وزوجها ،  ما أدى الى جمع 109 ملايين دولار خلال ثمان سنوات ،
كلينتون التي تجنبت إنتقاد الرئيس باراك أوباما ، وهي أيدته بدرس خياراته في موضوع العراق وعدم التدخل ، لأنها أبدت ندمها على قرارها في العام 2003 بدعم قرار غزو العراق معتبرة أنه كان خطأ ، إلا أنها حاولت أيضا أن تكون مرنة في مواقفها ، وأن تخلق مسافة تفصل مواقفها عنه ، كي لا تقدم نفسها كإستمرارية لسياسة أوباما ، خاصة أنه يتم إنتقاده ويتراجع موقعه في إستطلاعات الرأي مقارنة بشعبيتها على الرغم من تراجعها ( 54% ) .
كلينتون التي خصصت في كتابها مكاناً مهما للحديث عن تنفيذ عملية بن لادن وقالت إنها من اللحظات العظيمة التي شعرت بها كوزيرة للخارجية ، يبدو أنها ستكون أمام مرحلة خياراتها ليست  بسهلة حتى العام 2016 ، في إنتظار قرار ترشحها بعد أن إعترفت أنها فشلت في العام 2008 أمام أوباما في الحملة لأنها لم تخطط لها ، وهي قالت ” سأعمل كأنني مرشحة غير مرجحة للفوز ” .
ربما من المبكر الحديث عن الإنتخابات الرئاسية ، وربما من المبكر لهيلاري كلينتون خوض هذه الحملة حتى ولو كانت الأوفر حظا بحصولها في آخر إستطلاع على دعم 63 في المئة من الديمقراطيين  ، إلا أن الجمهوريين  لن يجعلوا هذا الخيار سهلا ، بل سينتظرون أي خطأ يمكن ان ترتكبه في هذه المرحلة الفاصلة ، تمهيدا للقرار الصعب .