- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

يحصل هذا في بغداد

Georges Malbruneau photoبغداد – جورج مالبرونو

في قاعة انتظار مستشفى “رفائيل” ببغداد، كان يبدو على “يوسف” وكأنّ شيئًا لم يحدث. ويقول هذا الإطار الشّاب: «لحدّ الآن، تبدو الوضعية هادئة، لكنّنا قلقون، لا ندري ماذا سيحدث، نحن ننتظر».

وهو مثله مثل كثير من سكان العاصمة العراقية يحبسون أنفاسهم. لقد ارتابهم هلع شديد مع تقدم زحف الأصوليين من السنيين في مقاطعات الشّمال خلال الأسبوع الماضي. ويخال لهم أنّ هدنة ما تمّ توقيعها بين الجيش والمتمردين في شمال العاصمة. لكن الجميع، يشعر، ولو أنّ الأمور غير واضحة، بأنّ هذه الهدنة هي في حقيقة الأمر ليست إلاّ استراحة قصيرة قاموا بها قبل أن يتقدم الجهاديون إلى بغداد الذّين يتوعدونها بالهجوم، إذ تُعد محط أنظار الجميع في العراق بأكمله.

وهناك المئات من السّيارات الملغومة جاهزة للانفجار في كامل بغداد. وكانت قد انفجرت إحداها هذا الأحد، وخلفت تسعة قتلى في حيّ “باب شرجي”. ولو أنّ الحياة تبدو قد عاودت مجراها في الشوارع، إلاّ أنّ الضغط لا يزال قائمًا. حتّى أنّ الجيش كثّف الحواجز في الطرقات مما أدى إلى خلق تزاحم السيارات على مدى كيلومترات. ويقوم العسكر بتفتيش الأجزاء الخلفية للسّيارات بحثًا عن متفجرات مخبأة، كما أنّ عناصر الأمن وجنود العسكر تراهم وأصابعهم على زناد رشاشاتهم على استعداد تام لإطلاق النّار إن تحتّم الأمر.

يقول “حسين” متنهدًا، وهو قائد سيارة التاكسي: «نحن نخاف الجهاديين»، ويتساءل هذا الشّيعي الذّي يتهم “نوري المالكي”، الوزير الأوّل في كلّ ما حدث، وهو لم يصوت عليه خلال الاستحقاقات التشريعية يوم 30 أبريل/نيسان الماضي: «بعد كلّ ما قاموا به في “الموصل” و”تكريت” ما الذّي سيفعلون الآن؟» أمّا صديقه “فريد” يقول: «إنّه رئيس كلّ الشيعيين»، ويضيف هذا الإطار الذّي يعمل في شركة عمومية والذّي يعزم على تعلّم اللّغة الفارسية: «”نوري المالكي” هو الوحيد الذّي بإمكانه الدّفاع عنّا ضدّ الرادكاليين السنيين التّابعين للدولة الإسلامية في العراق والشّام». فـ”فريد” على اعتقاد تام بأنّ العراق عاشت وهي موحدة. فآجلاً أو عاجلاً، ستصبح “بغداد” وثلاثة أرباع من الشّيعة وكذا الجنوب تابعين إلى جارتهم ومحميتهم إيران.

وفي انتظار ذلك، نجد المتطوعين الشيعيين يتجندون. ويقول “علي”، وهو تاجر وصل إلى مستشفى “رفائيل” لمعالجة زوجته: «في مدينتي “كوت” (الواقعة على بعد 80 كلم جنوب بغداد) هناك 2000 شاب تطوعوا هذا السبت للدّفاع عن بغداد»، ويقسم بأنّه: «لن يحدث في بغداد ما حدث في الموصل وتكريت»، ونفهم من قوله أنّه ولو حدث أن هاجم الجهاديون بغداد فبغداد لن تسقط.