بسّام الطيارة
عندما تكونون «هكذا» أنتم يا عرب، هكذا، يضحك عليكم المجتمع الدولي ويسمح لنفسه بمعاملتكم «أنتم يا عرب»… معاملة فكاهية.
فى جلسة تحضيرية للأمم المتحدة لاختيار رؤساء ونواب رؤساء اللجان التابعة للجمعية العامة، تم اختيار ممثل إسرائيل مردخاي أميهاي، ليكون أحد نواب رئيس لجنة « تصفية الاستعمار ». نعم تصفية الاستعمار هل تسمعون يا عرب؟
وبذلك يصبح “أميهاي الإسرائيلي» نائباً للجنة المختصة بإنهاء الاستعمار ومعالجة قضايا اللاجئين حول العالم، وفي مقدمتها قضية «اللاجئين الفلسطينين»!.
شيء مضحك. هكذا بكل بساطة. سيهتم «أميهاي الإسرائيلي» بعمليات حفظ السلام وحقوق الإنسان والتحقيق في الممارسات الإستعمارية وبالطبع من بينها الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينين في الأراضي المحتلة. أي كمن يولي الذئب رعاية الغنم. شيء مضحك.
هكذا بات يمكن للمجتمع الدولي والغرب أن «يُبَلِّعكم» ما يشاء من قرارات مضحكة له ومبكية لكم أنتم يا عرب.
ولم لا؟ المجتمع الدولي بات ينظر إلى العرب، كافة العرب، من حلفاء وأعداء مروراً بالخصوم والأصدقاء، على أنهم جنس بشري ناقص. لا ينفع نكران هذا الواقع، ولا تنفع الحجج.
لا! لا يقول لي حلفاء الغرب إنهم خارج لعبة الضحك على العرب، فهم أول من تصوّب نحوهم سهام الضحك والاستهزاء: يبدأ هذا الاستخفاف بهم ما أن يتبجّحوا بأنهم حلفاء الغرب، وصولاً إلى كسب قضايا العرب؛ يقايضون نفطهم بمعدات عسكرية لا تنفع ولا تصدّ عدواً بل تصدأ في المخازن بانتظار صفقات جديدة تدر الملايين على الحكام وحواشيهم. “فلوس كومسيون” حرام توضع في مصارف الغرب يستطيع متى شاء أن «يضع يده عليها بحجة أو بأخرى. من يمالئ الغرب هو مثار ضحك.
لا! لا يقول لي خصوم الغرب إنهم خارج لعبة الضحك على العرب: فسهام الضحك تصيبهم بمجرد إعلانهم «الانتصار» على الغرب وعلى حلفاء الغرب، وهو في غالب الأمر انتصار «صوتي ضوضائي» لا يقدّم ولا يؤخّر. ويبقيهم على أحوالهم. ومن يمانع الغرب هو أيضاً، مثار ضحك وتهكم.
لا! لا يقول لي أعداء الغرب إن تفجيراً انتحارياً يمثل انتصاراً على الغرب، فهم يقدّمون حجة تلو الأخرى ليكبّلوا بلاد العرب بسلاسل الفوضى والتقسيم بحجة محاربة الإرهاب. هذا الإرهاب الذي هو محكوم عليه بالفشل أياً كان عدد القتلى الذين يخلفهم، وجميعهم من العرب. وهو ما يُضحك الغرب والمجتمع الدولي كثيراً. يضحكهم ضحكاً ملوناً بالشفقة.
في هذه الظروف وفي مثل هذه الحالات، يستطيع الغرب والمجتمع الدولي «تبليع» العرب حضور إسرائيل في لجنة الأمم المتحدة للدفاع عن اللاجئين ومحاربة الاستعمار. وهو يعلم جيداً أن إسرائيل قد انضمت إلى الأمم المتحدة في العام ١٩٤٩ انضماماً مشروطاً بالالتزام بالقرار الشهير رقم ١٩٤ والذي نص من بين ما نص على عودة اللاجئين الفلسطينين وهو ما لم يتحقق طوال الـ 65 عاماً الماضية.
المجتمع الدولي والغرب يُدخِلان ذئب اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني (وهو شعب عربي، لم ينس ذلك) ويضحكه الأمر كثيراً، وهو بالفعل أمر مضحك. وفي هذه الأثناء كل التشكيلات العربية تتصارع مع بعضها البعض: حلفاء الغرب يتناتشون بعضهم البعض (انظروا إلى صراع قطر وباقي دول الخليج ومعهم مصر) وأعداء الغرب يتصارعون مع بعضهم البعض (انظروا إلى النصرة وداعش وحزب الله)… والغرب يضحك.