- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

300 في بغداد

Najat2014واشنطن – نجاة شرف الدين (خاص)

حمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما  ، وقصد بغداد للقاء مسؤوليها . كيري دعا الى تشكيل حكومة وطنية تجمع العراقيين على إختلاف إنتماءتهم الإثنية ، السنة والشيعة والأكراد . هو أبدى حرصه على أن تكون الرسالة سياسية ودبلوماسية ، قبل ان تكون أمنية وعسكرية ، على الرغم من قوله ومن بغداد ، وبعد لقاءه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ، بإستمرار الدعم القوي والمتواصل للقوى الأمنية العراقية . الرسالة الأميركية تبعها دعوة من الإتحاد الأوروبي طالبت بتشكيل حكومة وحدة وطنية .
زيارة كيري السياسية المفاجأة الى العراق ، لم تقفل الباب أمام الإحتمالات العسكرية بتوجيه ضربات جوية محدودة،  وهي تزامنت مع وصول ما بات يعرف ، ب ” المستشارين ” الثلاثمئة ، الذين أعلن عنهم أوباما في خطابه الأخير ، من أجل درس الوضع على الارض خاصة فيما يتعلق بوضع الجيش العراقي الذي تهاوى أمام تقدم المسلحين من داعش وترك عدد كبير يقدر بعشرات الالآف ، وبقيت هذه المسألة غامضة بالنسبة للأميركيين ، الذين فوجئوا بسرعة تدهور الأرض أمام مجموعات مسلحة ، وهي كانت لا تمتلك الإمكانيات والأموال ، فإذا بها تحصل على كميات من العتاد والذخائر والسيارات العسكرية الأميركية وتحصل على الأموال من البنوك فتصبح من أغنى المنظمات الإرهابية .
مهمة البعثة الأميركية الأساسية ، ستكون الإطلاع على وضع الجيش العراقي المنقسم الذي يعاني ، بحسب ما نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن أحد المسؤولين الأميركيين الرسميين ، من ” إنهيار نفسي ” نتيجة الهجوم الذي نفذته داعش ، وهروب أعداد كبيرة منه ، مما جعل المالكي يعتمد على متطوعين غير مؤهلين لخوض المعارك وهم يحتاجون الى تدريب وتسليح ، ليتمكنوا من مواجهة المسلحين المدربين في حربهم في سوريا .
المستشارون الأميركيون سيحتاجون أيضا لإتفاق مع الحكومة العراقية لضمان أمنهم كما لعملهم في الفترة المقبلة ، والذي سيركز أيضا على حفظ الأمن في بغداد وحمايتها من داعش .
يجمع المحللون العسكريون في واشنطن على إعتبار أن داعش وجهت ضربة كبيرة للجيش العراقي ، الذي يشعر أنه لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ، كما يجمعون على ضرورة أن يحقق هذا الجيش إنتصارا يعيد لهم الثقة التي إفتقدوها مع تحقيق داعش لمزيد من السيطرة على الأرض ، والتي كان آخرها ثلاث قرى جديدة ليقتربوا من الحدود الأردنية ، بعد أن قلصوا المسافة أيضا في إتجاه بغداد .
هذه التطورات الميدانية ، والتي كانت سببا في إستعجال كيري بزيارته ، رغم عدم إستعجاله بقرار تنفيذ أي عمل عسكري ميداني في إنتظار نتائج الأرض من البعثة الأميركية ، ستشكل نقطة البحث الأساسية لكيري لإستكشاف مواقف الدول  الخليجية والعربية ، ذات الغالبية السنية ، لتعطي الضوء الأخضر في أي تحرك سياسي أو عسكري ، كي تكون مشاركة في مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) ، كي لا تتحول المعركة الى دعم للشيعة في مواجهة السنة.
هي مهمة ليست بالسهلة لكيري ، ولا لرجاله المستشارون في العراق ، في ظل مرحلة يطغى عليها طيف التقسيم والحرب الأهلية ، وتبقى فيها الكلمة الفصل للميدان …