- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قاتل الدبابات

fida1سوريا- فداء عيتاني

حين يصيح القائد الميداني “ارسلوا لنا (فلان)” تمر دقائق قليلة قبل ان تتوقف الدبابات التابعة للنظام السوري عن القصف، وما تلبث ان تنسحب من مدى الرؤية الى خلف ما يحجبها عن الانظار والصواريخ الموجهة.

هو محمد ( اسم حركي) الذي اصبح قاتل الدبابات، وسلاح من اسلحة الدمار الشامل في المعارك الدائرة في الشمال.
محمد معروف بين زملائه هنا، وبين باقي الفصائل، وحين يشارك الفصيل الذي ينتمي اليه في اية معركة، يطرح اسمه بصفته جزء من الاسلحة المشاركة، وان لم يفعل الفصيل فان باقي الفصائل المشاركة يسألون ” سترسلون محمد؟”
من اللحظة التي بدأ محمد فيها العمل العسكري توجه الى سلاح الصواريخ، ثم بدأت الصواريخ الموجهة بالتوافر، سواء من التي غنمها المقاتلون هنا من مواقع النظام المتساقطة، ام من التي اتت من الدعم الخارجي، خضع محمد لدورة سريعة على الصواريخ الموجهة، ثم صارت صوره تترافق مع صوت فتح ابواب الصواريخ وانطلاقها من فوهات القذف وصراخ رفاقه “الله أكبر” وصورة الدبابات التابعة للنظام والصواريخ الموجهة تقترب منها ثم تشعلها بالنيران.
لم تكن كثيرة الصواريخ الموجهة التي توافرت للثوار في شمال سوريا، جزء منها حصلت عليه الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة – تنظيم القاعدة في بلاد الشام، سواء عبر شرائه، او الاستيلاء عليه بالقوة من بعض الكتائب الثورية، او حتى عبر انضمام بعض فصائل الجيش الحر الى داعش او النصرة.
الا ان. محمد حصل على حصة الاسد في ضرب دبابات الاسد، فكان له نصيب كبير نسبيا من الصواريخ، وبات الفصيل الذي ينتمي اليه مشهور بقتل الدبابات.
لم تمر الامور بسلاسة، ولا يتم التعامل مع محمد بصفته بطل محلي وقناص متفوق للدبابات، على العكس، فهو اولا هدف دائم للقصف ولمحاولات النظام اغتياله، وهو ثانيا وبصفته نقطة قوة عسكرية يخضغ لضغط الفصائل الاخرى لشرائه واحيانا اسوأ من ذلك، وعلى الرغم من الواقع الصعب في المناطق المحررة ومن الشقاء الذي يعيشه هؤلاء المقاتلون الذين يبلغ راتب الواحد منهم ما يقل عن مئة دولار، الا ان محمد لا يزال في عمله في نفس المكان الذي التحق به عند انطلاق الثورة.
مؤخرا لم يتردد اسم محمد على وسائل الاتصال العسكرية، اختفى محمد لفترة، ومنذ ايام عاد الشاب الى التواجد بين اقرانه وانتشرت صورة حديثة له بين شبان جيله…. ايتها الدبابات احذري فها قد عاد محمد ليكون سلاح الدمار الشامل الذي يترصدك.

بالاتفاق مع الكاتب وبالتزامن مع نشرها في مدونته الخاصة