كانت الوردة بدلاً من خرطوم ماء، والابتسامة عوضاً عن ضيق تنفس نتيجة قنبلة دخانية، والهدوء الذى صاحبه حرية فى التعبير عن الرأي بدلاً من الضجيج وعمليات الكر والفر. هي ملامح الصورة فى تظاهرة حوالي ألف من البدون فى الكويت، بمشاركة نواب سابقين وعدد من الناشطين والمرشحين للانتخابات في تجمع ثالث خلال أسبوع واحد في “ساحة الحرية”، بعد أن منحتهم القيادات الأمنية التي تواجدت بكثافة فى المنطقة نحو ساعة للتعبير عن مطالبهم. وقد أصدر تجمع الكويتيين البدون بياناً لإنهاء التعامل الأمني مع القضية ونزع فتيل الأزمة، متضمناً 11 بنداً لتخفيف حالة التوتر بين أبناء الفئة تتمثل بالإفراج عن المعتقلين، وإعادة تشكيل الجهاز المركزي، وصرف المستندات، وإقرار حقوق العمل والتملك لهم، ورفع القيود الأمنية. كما تضمن البيان دعوة للبت فى أوضاع أصحاب الجوازات المزورة، وتسجيل المتخلفين في اللجنة المركزية والتنفيذية، وكشف أسماء المستحقين للجنسية.كذلك طرح عدد من السياسيين مبادرة لمعالجة القضية برمتها يوقع عليها المرشحون لانتخابات مجلس الأمة نصت على تشكيل فريق عمل يتصل بالأطراف ذات الاهتمام بالقضية، وإعلان وثيقة لحل إنسانى عادل ونهائي يلتزمون تنفيذها حال فوزهم، وإعداد اقتراح بقانون يعرض على مجلس الأمة الجديد مع الالتزام بإقراره خلال ثلاثة أشهر من تاريخ انعقاد المجلس، ومناشدة النيابة العامة الإفراج عن المعتقلين من البدون، وتعليق إقامة التجمعات مؤقتاً. كما تضمن أيضاً بحث المبادرة مع الجهات الحكومية ومن ضمنها الجهاز المركزي.وأعلن اللواء محمود الدوسرى أن وزير الداخلية سيلتقي وفداً من “البدون” غداً لمناقشة قضية المعتقلين وبعض المطالب، نافياً ما تردد من إشاعات عن اعتقال قوات الأمن لما يقارب 120 شخصاً من البدون مساء أول أمس. ودعا النائب السابق صالح عاشور رئيس الجهاز التنفيذي لمعالجة أوضاع البدون صالح الفضالة إلى إنهاء معاناة الـ35 ألفاً من البدون المستحقين للجنسية، متمنياً أن يكون ذلك فى أقرب وقت ودفعة واحدة وبمرسوم واحد. وأضاف “نصف قرن من المعاناة كافية، فقد وصلت القضية لمرحلة الانفجار وإذا انفجرت سيدفع الجميع الثمن وبتكلفة عالية”.