- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قنصل لاتفيا في لبنان: الدولة لم تكرم اسعد رنو كما يجب

1جزين/لبنان – ديانا الزين (خاص)

في ظل الاحداث التي تمر بها البلاد، فإن الحديث عن رجل مميز كالفنان الراحل اسعد رنو- يبدو كفسحة امل. فهو فنان اكبر من الوطن والدولة، حوته الارض لتزهر ترابها وتينع نصرا من نوع اخر. ودعه الوطن ولم ينصفه، وتاسف ان تدرك قيمة من رحل بعد حين.

من قابل الجنرال فرنكو ليس بشخص عادي، ومن اعطاه الجنرال فرنكو منحة دراسية في اسبانيا- يستحق انحناءة احترام.

رسم اسعد رنو الكل، وكل شيء! حتى لتاتيك فكرة ان تؤلف برسماته كتابا للتاريخ. تمسك بالكلاسيكية بقوة، حتى طبع بها. لا تفسر لوحاته، بل تحس، وتتامل، وتعاش تفاصيلها. فلا اللسان قادر على وصفها، ولا القلم يعطيها حقها.

اجل، الى هذا الحد “بنى” لوحاته، ولا مبالغة في الامر ابدا. ليست فقط الدقة في تجسيد الاشخاص، بل الاحساس الذي وضعه في كل لوحة الذي ينتقل اليك كالمورفين! تتأمل اللوحة، تنظر الى غيرها، ثمتعيد النظرالى الاولى مجددا.

رسم جبران، وفرنكو، والشيوخ والنساء. اظهر في النساء انوثتها المختبأة وراء ابتسامة -او نظرة. اعطى للشيخ هيبته- وطيبته.2

في حديثه عن والده وانجازاته، لا يتوقف القنصل جيرار رنو عن سرد الكم الكبير الذي انجزه الراحل في حياته. يصفه “بالااسطورة، ذات شخصية قوية، يهابه الجميع باحترام وحب. يذكر بفخر كيف واجه كميل شمعون، وكيف طلب، وهو في السادسة عشرة من العمر، ان يقابل الجنرال فرنكو.”بطلب من البطرك معوشي انذاك، ذهب الى اسبانيا ليكمل دراسته. رسم نتيجة لذلك، لوحة الارزة اللبنانية، وضع في اغصانها، على جانح الجنرال فرنكو، وعلى اخر، البطرك.”

من اساتذته بابلو بيكاسو، وقد حصل على لقب البرفسور بعد تخرجه. في سنة 63 قرر ان يفتتح معهدا تعليميا، اسماه مايكل انجلو، اقفل عند موته لحاجته لرخصة من الدولة بعد سنتين من الاقفال.

حائز على ثلاثين وساما اثنان منها من الفاتيكان، واحدها، Saint Georges de Grand هو اعلى وسام يعطى لشخص “مدني”.

القنصل جيرار رنو ليخبرنا عن لوحات الوالد التي تملأ مكتبه، وكانه ينظر للوحات للمرة الاولى، وبنفس الفخر والمحبة لانجازات والده. فهو قد رسم لوحات بلون واحد، كلوحة مريم المجدلية، ولوحة جبران، وغيرها. ياسف رنو ان الدولة لم تعطيه حقه كما يجب، ولم تعط لمساحة من الوطن عنوانا يليق بها-اسعد رنو.

“العائلة تفكر في طباعة كتاب عن الراحل، وانجاز وثائقي عن حياته وانجازاته.لكن موته جاء صدمة، فتأخرنا بالتنفيذ.”

4

القنصل جيرار رنو

اسعد رنو اكبر من الوطن, فخر للارض, ابن دير القمر الذي رحل بجسده وترك ما يجعل اهالي مدينته وعائلته تفخران ان الارض تسقيها ارواح ابنائها لتحيا.

يموت المميزون، لكي يرووا الارض ويسقوا بعضا من خيباتنا، علها تثمر املا للايام القادمة…