لم يرق للمرشّح الاشتراكي فرانسوا هولاند عبارات السّخرية التّي لفظها الرّئيس ساركوزي بشأنه واصفاً اياه بـ”الصّغير”، ولم يتردد في أن يوجّه له الكيل بمكيالين ويزن له الوزن بميزانين. فخلال زيارته لمكتبة لبيع الكتب في الدّائرة الثالثة لباريس يوم الخميس 23 كانون الأوّل/ ديسمبر ليساند قطاع النّشر، وهو قطاع مهدّد إذا ارتفعت الضّريبة على القيمة المضافة للكتب إلى 7% بعد أن كانت مثبتة بـ5,5%، وللتّذكير فإنّ ضريبة 5,5% المفروضة على الكتاب والمسماة أيضاً بضريبة قانون “لانغ”، صاغها جاك لانغ في العاشر من شهر أغسطس عام 1981، عندما كان وزيراً للثّقافة، وينصّ القانون على تطبيق سعر موحد1 من قبل بائعي الكتب، وبالتّالي تضمن على وجه الخصوص، عمل بائعي الكتب وكذا النّاشرين.
وأشار هولاند، أمام مصوّرين، إلى كتاب صغير يحمل عنوان: “مدح صغير للملاطفة”2 لإيمانويل جافولين قائلاً: “لست بهذا المستوى، فأنا مرشّح لا أقوم بإطلاعكم على سرّ بل أقوم بتصريحات، أمّا نيكولا ساركوزي فيبدو أنّه يتسلى مع معاونيه في طعني بعبارات خشنة لا تليق بمقامه. لكنّه يبدو ضعيفا في الرّسائل اللّسانية وهذا دليل واضح على أنّه خائف من نتائج الانتخابات الرّئاسية المقبلة”. وأضاف: “طبعا لديه الحقّ لا أن يكون ضعيف البيان بل خائف عمّا تفرزه صناديق الاقتراع”.
ثمّ لوّح بكتاب آخر: “تاريخ الفحولة”3 عن دار “لوسوي” للنّشر الفرنسية والذّي على غلافه الممثل الأميركي “كلينت إيستود” وهو يحمل مسدسًا في يده، وطلب ساخراً ممن حوله: “أيمكنكم إهدؤءه هذا الكتاب؟”، وإن لم يتفوّه بعبارات هذا الفعل، فإنّ دلالته قويّة، بحيث أنّ فرانسوا هولاند لن يدع سخريات ساركوزي الجارحة تمرّ مرور الكرام، لا عن قامته ولا عن مكانته السّياسية.
وحسب جريدة “لوفيغارو” الفرنسية ذات التّوجّه اليميني، فإنّ رئيس الجمهورية ساركوزي اعتاد على وصف منافسه اليساري بـ”الصّغير”، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما تهكّم برغبة هولاند في المفاوضة من جديد اتفاقيات بروكسل مع ميركل وقال ضاحكًا: “أترونه يفرض اختياراته لميركل؟ ألم تروا كيف كانت مفاوضاته مع حزب الخضر، لقد كان تحت قدمي إيفا جوليه أما مارتين أوبريه فتركها تجلس على ركبتيه!”.
وقد تكفّل ميشال سابين، صديق هولاند ومسؤول برنامجه السّياسي لـ2012، في تعقيب أوليّ لهذا الاستهتار صبيحة الخميس 22 كانون الأول/ ديسمبر على راديو “كلاسيك” وقناة “سيناه بوبليك”: “هنا تتجلّى بوضوح صورة ساركوزي الحقيقية التّي نعرفها، ساركوزي الخبيث الذّي يخلط بين التهريج والعمل السّياسي وبين سموم الخطاب وخطاب النّقاش”، مضيفًا: “إنّه السّاركوزي الذّي لا نريده”.