- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مشعل: يجب أن نعترف بأخطائنا

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل، الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً حركتي “حماس” و”فتح” إلى “التحلي بالشجاعة في نقد الذات وتحمل مسؤولية الأخطاء التي ارتكبتاها”.
وأوضح مشعل في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” قبل أن يغادر القاهرة عائداً أنه “يجب أن نكون شجعانا في نقد أنفسنا. فهناك أخطاء متبادلة صدرت عن حماس وفتح يجب أن نعترف بها، وفي نفس الوقت يجب أن لا نلقي باللائمة على بعضنا البعض”. وأعتبر أن “الجميع شارك في الخطأ ويجب على كل فصيل أن يحمل نفسه جزءا من المسؤولية ويجب على الجميع التكاتف لإنهاء الانقسام، فهو ليس بضاعة فلسطينية وهو حالة طارئة أجبرنا عليها ينبغي نبذها والخروج منها”.
ورغم تأكيده على أن “قلق شعبنا وخوفه من بطء عملية المصالحة.. قلق مشروع”، إستدرك بأنه “يجب أن لا نظل حبيسي هذا القلق بل يجب أن نتفاعل إيجاباً لإنجاز المصالحة، فكلنا شركاء في هذا المشروع”. وعبر عن تفاؤله “ليس من نتائج هذا اللقاء بل اللقاءات التي سبقت. فالجميع لمس من الكل أن هناك رغبة وحرصاً على إتمام المصالحة وترجم هذا الحرص في اللقاء الأخير إلى قرارات سنعمل بكل جد وإخلاص على تنفيذها”.
واعترف مشعل بأن “الانقسام أحدث فجوة، كما اعترف بصعوبة الخروج منها وبالأخطاء المتبادلة التي ارتكبتها حماس وفتح”. وشدد على أن “الوطن أهم من جميع الفصائل ويجب تقزيم الأنا الحزبية.. ففلسطين أكبر من حماس ومن فتح ومن كل الفصائل”. وأوضح انه “يجب أن نقول بصوت واضح عفا الله عما سلف ويجب أن ننسى الماضي ونتركه خلف ظهورنا فالأعداء تتصالح ونحن في حماس وفتح أخوة”.
ودعا إلى نقد الذات مشدداً على “وجوب أن نكون شجعانا في نقد أنفسنا فكلنا ارتكب أخطاء وكلنا له حسنات والفرق بيننا من عمل حسنات أكثر”. وأضاف “نحن في الساحة السياسية مختلفون في التعامل مع القضايا وفي عناوين كثيرة، ولكن في كل عنوان يمكن أن نجد مساحة مشتركة للعمل مع بعضنا البعض وكل الفصائل وكل مكونات الشعب الفلسطيني، فبرامجنا السياسية مختلفة، لكننا في اتفاق القاهرة 2005، ووثيقة الوفاق الوطني 2006 واتفاق مكة واتفاق القاهرة 4 أيار/ مايو الماضي اتفقنا على برامج مشتركة يمكن العمل بها من دون خلافات”. ومضى يقول “فكل فصيل له برامجه لكن هناك مساحة للتقاطع. فمثلاً بالنسبة المقاومة نحن مختلفون فكل فصيل له قناعاته في المقاومة واليوم يمكن أن نعمل معا في المقاومة الشعبية التي تجلت في فعل الجماهير العربية في الربيع العربي لكن هذا لا يلغي حقنا في استخدام المقاومة المسلحة”.
وطمأن الشعب الفلسطيني الى أن “المستقبل لنا وليس للاحتلال فتضحيات شعبنا العظيم بكل فصائله وقواه الوطنية والإسلامية لن تذهب سدى. فإسرائيل تخسر يوميا على المستوى الدولي ولولا نفاق الدول الغربية والولايات المتحدة لما استمرت إسرائيل على هذا الوضع، لكن التحول الذي تشهده المنطقة والربيع العربي الذي يهب ستصب نتائجه لصالح القضية الفلسطينية وستظهر نتائجه في فترة زمنية لن تطول”.
وحول اجتماع لجنة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمود عباس في القاهرة، الخميس، أشار مشعل الى انه “لأول مرة منذ 2005 يوضع ملف المنظمة على الطاولة. وحماس لأول مرة تشارك في اجتماعات المنظمة. واتفقنا على تفعيلها وإعادة بنائها من خلال انتخاب مجلس وطني جديد ولجنة تنفيذية جديدة. وهذا الاجتماع (الإطار القيادي المؤقت للشعب الفلسطيني) كلنا وافقنا عليه وليس مجرد انضمام أحد للآخر، فلا أحد يستطيع الآن الانفراد بالقرار السياسي فالجميع شركاء ويجب أن تكون كلنا شركاء في أي قرار”.
وبشأن الجديد والتطور الذي دفع بملف المصالحة إلى هذه المرحلة، أوضح مشعل أن “هناك ظروفاً نضجت للخروج من حالة الانقسام، وعدة عوامل أنضجتها”. وأضاف “أول هذه العوامل أن الانقسام أصبح عبئا علينا جميعاً كفلسطينيين وهو حالة استثنائية فرضت علينا، وبالتالي هو حالة مؤقتة وليست دائمة”. أما “العامل الثاني هو أن الأفق السياسي مغلق. فمن كان يعتبر أن المصالحة ليست أولوية، اكتشف بعد العمل بالمفاوضات أنه لا يستطيع أن يبقى في هذا المربع وأن هذا المشروع وصل إلى طريق مسدود وأنه لا غنى له عن العودة للعمل الوطني والالتفات للوضع الداخلي”.