نقطة على السطر
بسّام الطيارة
تبرر اسرائيل اقتحامها «المحدود» لغزة برفض حماس للهدنة المقترحة من قبل مصر. هذا هو التبرير المعلن. ولكن في عودة إلى تبرير حماس لرفضها الهدنة التي عرضتها مصر نجد أن الأسباب التي تدفع اسرائيل لهجوم بري تمس جوهر العلاقات المصري الاسرائيلية، وتشكل نقلة نوعية في استراتيجية حماس لفك الحصار عن القطاع.
قدمت المقاومة الفلسطينية ثلاثة شروط (علنية) للهدنة : ١/وقف قصف غزة ٢/ فك الحصار عن القطاع ٣/ فتح معبر رفح بشكل دائم. وإذا نظراً ملياً إلى الشرط الثالث نراه «مشمولاً» بالشرط الثاني، ويدفعنا هذا للتساؤل عن سبب «تمييزه»؟ في هذا التمييز وضعت حماس مصر وموقفها من معبر رفح على نفس مستوى حصار غزة من قبل اسرائيل. وهو في الواقع السؤال الذي كان يطرحه العرب والفلسطينيون دائما وخلاصته: «معبر رفح لا يلامس الحدود الاسرئيلية فكيف تشارك مصر في الحصار؟ كان هذا في زمن مبارك وحصل أيضاً في عهد محمد مرسي المبتور وها هو يعود في عهد عبد الفتاح السيسي.
ادركت حماس على ما يبدو أن الترابط بين النظام المصري واسرائيل هذا الترابط الذي أوجدته معاهدة السلام، هو الذي يحاصر غزة، وبالتالي فإن إرسال صواريخ القسام هو في الواقع للضغط على مصر … عبر اسرائيل.
هذا الشرط الثالث هو الذي يجيب على تساؤل العرب كيف يمكن لمصر أن تقفل معبر رفح منذ ٢٠٠٦، والمسألة، للمتابع، تتجاوز عهد السيسي، إذ لا يجب أن ننسى بأن معظم الأنفاق تم تدميرها من الجهة المصرية …. في عهد الإخوان أي عهد مرسي.
غزة محاصرة منذ سنوات والعالم لا يتحرك. غزة تحت الحصار والمحلون ينظرون إى تكوينة حماس وإيديولجيتها. بعد سنوات إن لم نقل عقود ستخرج دراسة (مثل ما حصل في العراق) لتفيد كم كانت نتائج حصار غزة مؤلمة ومميتة لشعب غزة.