- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مواقف فرنسا الملتبسة في الملف الفلسطيني

Capture d’écran 2014-07-19 à 20.33.05سألت «أخباربووم» الناطق الرسمي لوزارة الخارجية «رومان نادال» عما إذا كان «قطع كل العلاقات مع حماس يجعل من مهمة لوران فابيوس في المنطقة عقيمة»، فأجاب ندال بأن «الوزير في المنطقة وسوف يعبر عن موقف فرنسا». وتعبر هذه الإجابة بلغة خشبية عن الارتباك الذي يعصف بالديبلوماسية الفرنسية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ويتفق الجميع على أن موقف فرنسا من الحرب على غزة هو موقف ملتبس وأن تخبط الرئيس فرنسوا هولاند، عندما صرح بحق اسرائيل بالدفاع عن نفسها وهو ما اعتبره اليسار واليمين على حد السواء «كارت بلانش» لنتانياهو لضرب غزة، وفي الواقع سبب هذا الارتباك هو «تشابك» العوامل اداخلية مع العوامل الخارجية، خصوصاً وأن هبّة العنف هذه جاءت في الوقت الذي تتخوف فيه الدوائر الفرنسية من عامل «عوة المجاهدين من سوريا».
تدرك باريس بأن أي عنف في الشرق الأوسط ينعكس عنفاً في شوارع المدن الكبرى الفرنسية ليس فقط لأن «شباب الضواحي» الفرنسيين من أصول عربية أو إسلامية يساندون الفلسطينيين بعنف بل أيضاً لأن «الشباب اليهود» الفرنسيين الذين يحمل معظمهم جنسيات اسرائيلية باتوا يردون الصاع صاعين وهم منذ عقد تقريباً باتوا يتحضرون، رغم أنهم أقلية ضمن الجالية اليهودية، فهم في كل مناسبة «للتصدي» لكل من ينزل الشوارع للتنديد بسياسة اسرائيل، ويفعلون ذلك بعنف.
وهذا ما حصل يوم في الأيام الأخيرة، وهذا ما دفع بهولاند، وخلافاً لتقاليد الجمهورية ولما يحصل في الديموقراطيات الكبرى، لمنع التجمعات الفلسطينية المنددة بضرب غزة.
ولكن إذا انتقلنا إلى الشق الديبلوماسي نرى محاولة فرنسية بإعادة إحياء علاقات الرئيس السابق ساركوزي في محاولة للعب دور في وقف إطلاق النار بين المتحاربين.
،وقد علمت «أخباربووم» من مصدر دبلوماسي فرنسي أن فرنسا طلبت من قطر الضغط على «حماس» للتوصل إلى هدنة، على أساس أن الدوحة تربطها علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية . وفي الواقع فإن باريس تسعى للوصول إلى هدنة تحمل كل «معطيات الهدنات السابقة» أي لا تجيب على أي من مطالب حماس (وقف القصف ورفع الحصار والافراج عن المعتقلين مؤخراً)، وهي بذلك تصطف في سياق المطالب المصرية والاسرائيلية.
وفرنسا طالما طالبت برفع الحصار عن غزة الذي تعتبره مخالفاً للقواعد القانونية، إلا أنها في الظروف الحالية تفضل أن لا يكون «تكون المكافأة لحماس» على خوضها المعركة.
يقول خبير أن حماس فرضت بشكل غير مباشر مطالبها على كافة الأطراف التي تتدخل لفرض الهدنة، إلا أن كل هذه الأطراف لا تريد أن يتم صرف هذه المكافأة لحماس. ويقول خبير مقرب من وزارة الخارجية «المكافأة ستكون لمحمود عباس» ويستطرد «لن يقبل أي طرف بتسليف حماس هذه النصر». ويبدو أن تشديد القاهرة على أن «شروط الهدنة المقترحة لن تتغير» يأتي في هذا السياق. ومن هنا نعيد السؤال: «ماذا ذهب يفعل فابيوس في المنطقة». لربما الجواب هو بعيد عن غزة وهو في مقلب الصفقات العسكرية مع النظام المصري٬ إذ أعلنت مصر عن صفقة عسكرية مع باريس تزيد عن مليار ونصف دولار.