- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب نتانياهو الـ…داعشية

Najat2014نجاة شرف الدين

منذ إعلانه عملية ” الجرف الصامد ” العسكرية على حركة حماس في قطاع غزة ، حدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أهدافه المعلنة ، بإعادة الهدوء لفترة طويلة وضرب الأنفاق التي كان يستخدمها الفلسطينيون إلتفافا على الحصار المفروض عليهم . بعد أكثر من عشرة أيام من القصف العنيف والقتل المتواصل والدمار الشامل والمجازر المتنقلة التي أحدثتها غاراته العسكرية على المدنيين في غزة ، والتي  أدت الى إستشهاد أكثر من خمسمئة وخمسين فلسطينيا ثلثهم من الأطفال والنساء وأكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمئة جريح ، إحتاج نتانياهو الى أن يعقد مؤتمرا صحافيا مع وزير دفاعه داني يعالون في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب ، ليحاول أن يبدو بمظهر الهادىء والمرتاح لنتائج العملية والردود الفعل لا سيما الغربية منها  ، وهو ما بدا من خلال رده على السؤال عن موافقته على مبادرة مصر لوقف النار قال ” موافقتنا ساعدتنا في الحصول على الشرعية والتأييد الدولي للعملية “.
نتانياهو الذي أراد مما قاله ألا يبدو مترددًا أو ضعيفا كي لا تستفيد حماس من ذلك ،  أوضح ان العملية ستستمر قدر ما تقتضي الضرورة وتحدث عن توسيعها وتعميقها . هذا الموقف الإعلامي يخفي من جهة ثانية رغبة بتقليص الخسائر التي تكبدتها إسرائيل ، رغم أنها لا تقارن بحجم الخسائر الفلسطينية ، والتوصل الى تسوية سياسية يمكن أن يقدمها كإنجاز ، لأن معركته السياسية الداخلية في إسرائيل ستبدأ إنعكاساتها بالبروز مع نهاية هذه العملية.
في حربه على غزة ، تصرف نتانياهو مثل الخليفة أبو بكر البغدادي ، فهو مارس عملية تدمير شاملة وقتل للأطفال والنساء أشبه بعمليات الرجم التي مارستها الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) ضد النساء في الرقة وقتل الأطفال الذين يشهرون إفطارهم  ، كما عمد الى الطلب من أهالي غزة مغادرة منازلهم ضمن مهلة محددة قبل قصفها بالطائرات الحربية وتدميرها ، كما فعلت داعش بطرد المسيحيين من مدينة الموصل ، وأمهلتهم ساعات من أجل المغادرة أو إعتناق الإسلام ، وهي قامت بإحراق شعائرهم الدينية لا سيما الكنائس وعمدت الى إحصاء  المنازل المسيحية وختمها بكلمة ” نصارى ” أو ” الرافضة ” لغير المسيحيين  . نتانياهو كما البغدادي يسعى الى أن تكون إسرائيل دولة يهودية مقابل الدولة الإسلامية التي أعلنها البغدادي وفرض قوانينها بالقوة على المواطنين العراقيين والسوريين .
أثبت نتانياهو بممارساته في غزة بأنه يستحق لقب ” الخليفة ” كما يستحق تنصيبه على إمارة إسرائيل اليهودية ، بعدما مارس عمليات الإلغاء والإقصاء للآخرين ومارس عنصرية باتجاه الفلسطينيين  وأصر على سياسة التهويد للقدس .وهو اليوم بتهديداته المتكررة لغزة بشن عدوان كبير لشل قدرة حماس ، يلتقي مع تهديدات البغدادي بإحتلال العاصمة العراقية بغداد ، بعد إحتلاله لمدينة  الموصل  وتمركزه فيها . وفي الحالين يعلم نتانياهو أن دخول غزة لن يكون سهلا وسيكبده خسائر فادحة كما إمكانية بقاءه فيها ، وأن تهديداته بإحتلالها  لا يمكن ترجمتها في الواقع والميدان وهي أكبر من نتانياهو ، كما تهديدات البغدادي التي يعلم جيدا أن تخطيه للخط الأحمر  في إتجاه بغداد أكبر من الخليفة ومن داعش  …