- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشجاعية ٢٠١٤ «أم الجرائم»

Capture d’écran 2014-07-24 à 10.45.29موسكو ــ أولغا العبد (خاص)

تذكّر مشاهد المجازر في حي الشجاعية بمجازر صبرا وشاتيلا الرهيبة في لبنان العام 1982. جثث الأطفال، النساء، والرجال المتناثرة الى أشلاء. بيوت بكاملها تحولت الى أنقاض، وشوارع مليئة بالرماد وحطام الحجارة.

بكاء الجرحى وصراخ هؤلاء الذين يشيّعون موتاهم تملأ الفضاء؛ سيارات إسعاف تهرع لإجلاء المصابين على عجل إلى المستشفى في محاولة لإنقاذهم.

 

بالقرب من مبنى الدوار، المُدمّر، سقط تسعة شهداء في القصف. من بين التسعة كان هناك سبعة أطفال. سقط كل أفراد العائلة. هناك إثنان لم يتم التعرف على هويتهما بعد.

الإعلامي خالد حامد، الذي كان في مهمة صحافية، أيضاً، استشهد في الإعتداء. مشى حامد وسط الركام والجثث والدموع تتساقط من عينيه. أكمل مهمة التقاط الصور لكنه هو نفسه أصيب ورحل. هي صور تحكي قصة عنيفة عن شعب سقط في هذه الإعتداءات.

يمشي الناس في الطريق، حيث تطغى مشاهد من حولهم لا يمكن تحمّلها. بعضهم يبكي، آخرون بقوا يعضوّن على جراحهم. بكاء، صراخ، وغضب شديد إزاء كارثة الشجاعية، يمكن سماعه. السكان مستاؤون من الواقع الذي يجعلهم مستهلكين في وجه ضربات العدو الصهيوني.

أسامة الحيّة، حدثنا، عبر سكايب، قال إنه تلقى رسائل واضحة من الصهاينة تدعوه لمغادرة منزله. لكنه بقي مع عائلته في المنزل معتقداً أن “العدو جبان” ولن يقصفهم. إلا أن أسامة، وزوجته هلا، وطفليه استُشهدوا جميعاً بقذيفة دمّرت منزلهم.

Capture d’écran 2014-07-24 à 10.43.47كثير من السكان، قرروا البقاء داخل منازلهم، لكنهم ندموا على قرارهم بالبقاء. يقول بعض هؤلاء لوسائل اعلام روسية “لو تركنا منازلنا، على ألأقل معظم أفراد عوائلنا كانوا الآن أحياء”.

لا يمكن المرء إغفال الحطام، القصف المتواصل، أصوات الإنفجارات التي تصم الآذان، وبكاء المصابين الممددين، من دون مساعدة، في الطرقات.

السكان يسألون أنفسهم: لماذا يخاطرون بالبقاء في مبانيهم التي سيُعاد بنائها لاحقاً. سيحمل المصابون الندوب على أجسادهم لبقية حياتهم، بينما الموت سيجعلهم يرحلون الى “عالم أفضل في عناية الله”.

بالنسبة لبعض الزعماء بكاء السكان غير مسموع. يقول بعض السكان إن “زعماءنا يعيشون في أماكن آمنة حيث لا يمكنهم سماع نداءاتنا”.

يضيف لسان حال هؤلاء: “نحن نصرخ لإسماع صوتنا الى العالم لمن هو على استعداد لسماعنا، لمن يمكنه وقف هذا الجحيم”.
ترجمة: معمر عطوي