- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“مهرجان سوريا الحرة” والبحث عن سينما بديلة

اختتم “مهرجان سوريا الحرة السينمائي الأول” الذي اطلق على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تحت عنوان “السينما في ساحة الحرية”، وسط تأكيدات بانه جزء لا يتجزأ من الحراك الشعبي السوري الهادف إلى البحث عن الحرية.
وأوضح المسؤولون عن المهرجان في بيان نشر على الموقع أنه جاء “تكريماً لجهود شبابنا الأبطال الذين يعرضون حياتهم للخطر في سبيل تصوير التظاهرات وتوثيق الانتهاكات التي يمارسها النظام”. وأكد الناشطون السينمائيون عبر الصفحة أن المهرجان الافتراضي جاء بديلاً عن “مهرجان دمشق السينمائي”، الذي أعلن تعليق دورته التاسعة عشرة التي كان من المقرر عقدها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقد شارك في المهرجان، في دورته الأولى التي عقدت تحت شعار “السينما في ساحة الحرية”، 12 فيلماً، من بينها “ويبقى بابا عمرو” و”تحت السجادة” للمخرج أحمد ديز، و”حدود الرمادي” للمخرج بسيم الريس، “حذاء الجنرال” و”انتباه” للمخرج أكرم الآغا، وسواهها. وذهبت جائزة أفضل فيلم، لفيلم “جحيم الأرض” (8 دقائق) للمخرج محمد خير دياب. وتم اختيار الفيلم من بين أربعة أفلام وصلت إلى المرحلة النهائية هي “الجنس البشري” (7 دقائق إنتاج العام 2009) لمحمد خير دياب، و”انبعاث الأمل” (8 دقائق 2011) لزينة ارحيم، وفيلم “أطفال الحرية” (8 دقائق 2011) للمخرج روش عبدالفتاح. كذلك حاز فيلم “حرية” للمخرج فيليب حوراني، وفيلم ” قصة سورية قصيرة” للمخرجين محمد عمران وداني أبو لوح جائزة المهرجان الخاصة مناصفة.
وعلَق المخرج السينمائي عمار البيك على المهرجان بالقول “أي شيء له علاقة بالثورة والتلاحم مع الشارع والناس هو مشروع مهم جداً إنسانياً وثقافياً”. وأضاف “حتى لو كان المهرجان افتراضياً، المهم أنه يلغي دور “المؤسسة العامة للسينما” وارتباط السينما بأجهزة الأمن، وكم الفساد الإداري، والفساد الأخلاقي في عقول بعض مخرجيها الصامتين المستفيدين والتابعين”. وأشاد المخرج البيك بفيلمين مشاركين هما “قصة سورية قصيرة” للمخرجين داني أبو لوح ومحمد عمران و”حرية” للمخرج فيليب حوراني، معتبراً إياهما “فيلمين بسيطين تجريبين مشغولين بصدق وحساسية ودراية بالأدوات رغم بساطتمها”. وأضاف “التجربتان فيهما تحايل على الإمكانيات، والهدف هو مقولة تحمل مغزى حقيقياً وواضحاً هو الشارع”.
أما المخرج أسامة محمد فاعتبر أن “البدء من كلمة الحرية وتسمية المهرجان بمهرجان السينما السورية الحرة هو نسج في نسج الحرية التي دوت في فضاء سوريا اليوم، والأسئلة التي واجهت حرية السوريين ليست بعيدة عما يواجه محاولة السينما الحرة”. وحول ما إذا كانت الفكرة والمشاركون يبشرون بسينما بديلة قال “في الواقع السوري الراهن، عرت الحرية بدائلها واتضح أن بديل الحرية هو القتل المجرم والعبودية، وصولاً إلى تبرير القتل، لأن طالبي الحرية لا يملكون تصوراً جاهزاً لها”. وأضاف محمد “ستكون سينما بديلة حين تبحث في حريتها عن حريتها، وحين تعثر على خلايا التجدد. كل هذا اسمه بحث. البحث هو البديل. والحرية بديل. وكما كنت وما أزال أرى أن الحرية في السينما تبدأ من تحرر مريديها من اللغة النمطية ومن إلحاحهم على خصوصيتهم ومن مخيلة تتحسس الصوت والصورة والحياة والبشر وتخلق الحوار السمع بصري والأسئلة الجديدة”.
وأكد محمد أن “فكرة مهرجان سينما حرة فكرة ربما عظيمة، لكن ما يقرر عظمتها هو حقيقتها المستقبلية والمقدرة على التجدد والبحث في مفهوم السينما الحرة”. وأضاف “الفكرة بداية خلاقة، الاستمرار هو الأهم لتليق البدايات بطموحاتها وبالروح التي تزهق بوحشية وظلم تاريخيين، وتلح على الحرية”. وختم صاحب فيلم “نجوم النهار” الذي ما زال ممنوعاً من العرض في سوريا “الصورة اليوم رئة الحراك الشعبي وفي كثير من لحظاتها تبدو خارقة الجمال، بدءاً من حقيقتها الانسانية الفريدة ومن كونها الشاهد الأوحد على زمنٍ كان فقدان صورته سيخلخل العدالة. كل هؤلاء المجهولون …مؤلفون أساسيون في نشيد بقائنا الإنساني”.