- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حماس ترفض تمديد الهدنة

قررت إسرائيل ان تمدد حتى منتصف ليل الأحد الهدنة الإنسانية التي التزمت بها مع حركة “حماس” في قطاع غزة نهار السبت، إلاّ أن “حماس” رفضت هذا التمديد مطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع حيث قتل في الهجوم الإسرائيلي اكثر من ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين.

وقال مسؤول حكومي إسرائيلي لـوكالة “فرانس برس” طالباً عدم ذكر اسمه إن الحكومة الأمنية الإسرائيلية وافقت مساء السبت على طلب الأمم المتحدة تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حتى منتصف ليل الأحد (11 بتوقيت غرينتش).

واضاف ان الجيش الإسرائيلي سيواصل “عملياته ضد الانفاق”، ما يعني عملياً تعليق القصف الجوي والبري والبحري للقطاع وبقاء القوات الإسرائيلية في مكانها، وهو ما حصل السبت خلال الهدنة الإنسانية التي استمرت 12 ساعة والتزم بها الطرفان.

وانتهت هدنة السبت الساعة الثامنة مساء (الخامسة بتوقيت غرينتش) إلاّ ان اسرائيل وافقت على تمديدها أربع ساعات حتى منتصف الليل قبل أن تعود وتوافق على تمديدها 24 ساعة أخرى.

حركة “حماس” رفضت تمديد الهدنة الإنسانية، مؤكدة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم ان “لا قيمة لاي تهدئة إنسانية لا تنسحب بموجبها الدبابات الإسرائيلية ولا تمكّن الناس من العودة الى بيوتهم ولا تتيح إخلاء جميع الشهداء والجرحى”.

بدوره، قال سامي ابو زهري الناطق باسم “حماس” أيضاً لـ”فرانس برس” إن “اي تهدئة لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل قطاع غزة وتمكين المواطنين من العودة الى منازلهم وإخلاء المصابين غير مقبولة”.

واثر انتهاء هدنة الساعات الـ12، استأنفت حركة “حماس” إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل وتل أبيب، لتؤكد عمليا رفضها الالتزام بتمديد الهدنة لأربع ساعات.

واكد الجيش الإسرائيلي انه منذ مساء السبت وحتى فجر الأحد، أُطلق حوالي 20 صاروخا من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية حيث دوت صفارات الإنذار، مشيرا الى ان منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ نجحت في اعتراض بعض منها في الجو، في حين لم تسفر التي سقطت على الأرض عن وقوع ضحايا.

ورداً على استئناف “حماس” قصفها الصاروخي لإسرائيل، استهدف الجيش المواقع التي أُطلقت منها هذه الصواريخ، وفق ما اكدته متحدثة عسكرية إسرائيلية. وقالت لـ”فرانس برس” إن الجيش “رد بقصف مدفعي موضعي استهدف الأماكن التي أُطلقت منها الصواريخ”.

وتعقد الحكومة الأمنية المصغرة جلسة صباح الأحد، بدلا من الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الذي يلتئم كل أحد، “لتقرر ما آلت إليه العملية” العسكرية على القطاع.

ومساء السبت، جدد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي القومي الديني، رفضه اي وقف دائم لإطلاق النار، ما لم يترافق مع “ضمانات حسية من قبل المجتمع الدولي تتعلق بنزع السلاح من قطاع غزة”.

بالمقابل، قال النائب العام لحركة “الجهاد الإسلامي زياد النخالة “سنستمر في المعركة حتى إنهاء الحصار والمقاومة تحمل مطالب شعبنا”، مضيفاً في بيان “ما زلنا منفتحين على المبادرة المصرية والاتصالات مستمرة لتحسينها. نتعالم بحذر مع المبادرات التي يجري الحديث عنها ونحذّر من الالتفاف على تضحيات ودماء شعبنا ونخشى ان تتحوّل معاناة غزّة والعدوان عليها إلى ورقة في لعبة التجاذبات الإقليمية والدولية”.

ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية قبل أكثر من أسبوع، شرد القصف الإسرائيلي اكثر من 220 ألف فلسطيني من بيوتهم في شرق وشمال قطاع غزة وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومصادر حكومية فلسطينية.

وانتشل مسعفون في مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال فترة الهدنة الإنسانية السبت جثث 147 فلسطينيا قتلوا في الهجوم الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ الثامن من تموز (يوليو) الجاري، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1050 فلسطينيا وإصابة حوالي ستة آلاف آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وخلال هدنة السبت، عاد الفلسطينيون الى أحيائهم المدمرة، بحثا عما تبقى لهم بين الحطام. ونصحت حركة “حماس” النازحين بعدم الاقتراب من المباني المدمرة نتيجة القصف ال‘سرائيلي ومن ساحات المعارك خشية من وجود اي عبوات غير منفجرة. وقال خضر سكر من حي الشجاعية الذي تعرض لقصف إسرائيلي عنيف، “نخاف ان نفتح أحد الأبواب ونجد قنبلة”.

يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أكد ان قبول هذه الهدنة لا يعني السماح للغزيين من سكان المناطق التي كان أمر باخلائها تمهيدا لمهاجمتها بالعودة إليها في قطاع مساحته 362 كلم مربع ويعيش فيه حوالي 1,8 مليون نسمة ويخضع للحصار منذ العام 2006.