- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

#غزة: تفاصيل المبادرة الأميركية التي رفضتها حماس

kerryباريس – بسّام الطيارة (خاص)

ما الذي حصل في لقاء باريس الذي هدف إلى «بحث الوضع في غزة»؟ مصادر متقاطعة نقلت إلى «برس نت» أجواء اللقاء ووصفتها بأنها كانت «متوترة» بسبب الأهداف المتباعدة التي يلهث وراءها المجتمعون: فباريس تسعى للعب «دور ما» ليس فقط لأسباب إنسانية بل لأن «نار غزة وصلت إلى شوارع باريس» حسب وصف أحد المراقبين. من هنا كان المهم «أن يحصل اللقاء في باريس» وأن يتم إعلان هدنة من باريس … وهو ما لم يحصل. جون كيري كان يحمل وجهة نظر إسرائيل رغم تزين كلماته بعبارات إنسانية حول «معاناة المدنيين» دون أن يحدد ما إذا كان يقصد الإسرائيليين أم الغزاويين أم الاثنين معاً أو أنه كان يخاطب الرأي العام الأميركي الذي بدأ يتململ من صور الفضاعات التي تحصل جراء القصف الاسرائيلي، خصوصاً وأنه للمرة الأولى خرجت مظاهرة ضخمة في شوارع نيويورك تندد بما تفعله الدولة العبرية. أما ممثلا قطر وتركيا خالد بن محمد العطية وأحمد داوود أوغلو فإن وجودهما كان بمثابة وضعهما في قفص «واجهة حماس السياسية» وتدليلاً على أن الحرب هي بين«إسرائيل والإسلاميين» وأن الدوحة وأنقرة تمثلا عنواناً ديبلوماسياً لـ حماس وهو ما برر غياب مصر رغم أن الجميع يتحدث عن «آلمبادرة المصرية». أما نظراءهم البريطاني والألماني والإيطالي إضافة الى منسقة السياسة الخارجية الأوروبية البارونة كاثرين آشتون فقد كان حضورهما يهدف إعلامياً لـ«رفع مستوى اللقاء» وهو ما يخدم باريس والديبوماسية الفرنسية.

خرج المجنمعون ببيان مقتضب لا يعكس البتة أي تقدم. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «إن الأطراف المجتمعة قررت تنسيق الجهود والتركيزفي الأسابيع القادمة من أجل وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة». تكفي قراءة هذا البيان لتبيان عدم القدرة على التوصل إلى نتيجة في هذا اللقاء بغياب اللاعبين الأساسيين فلا مصر صاحبة المبادرة حضرت ولا ممثل عن إسرائيل أو الفصائل المقاومة.

مصدر متابع قال أن وزير خارجية قطر أوضح بشكل صريح أن «علاقة الدوحة الجيدة مع الطاقم السياسي لحماس لا يعني بأي شكل من الأشكال القدرة على التأثير على الأرض الغزاوية والكتائب المقاتلة». وجاء أفضل برهان على ذلك رفض حماس تمديد الهدنة لـ ٢٤ ساعة بدأ من الساعة الثانية يوم الأحد. أما ممثل أنقرة وزير الخارجية فقد جاء حاملاً «عودة الطائرات التركية إلى مطار تل أبيب» وكأنها مبادرة تسمح له بالتأثير على الطرف الإسرائيلي.

وبان اللقاء وكأنه «تصفية حسابات بين قطر وتركيا من جهة ومصر من جهة أخرى»، تصفية حسابات حشرت كيري وفابيوس والأوروبيين الذين يريدون «الدفع بالمبادرة المصرية التي توافق عليها إسرائيل ولكنهم بحاجة لموافقة حماس دون التحدث إلى حماس» كما قال ديبلوماسي عربي في باريس، ومن هنا كانت الحاجة لدعوة أوغلو والعطية …لعل وعسى.

وبالطبع لم يكن لدى ممثل باريس فابيوس سوى «دعم المبادرة المصرية». في الواقع خلال المداولات كان الطاق الأميركي ينسق مع إسرائيل ومصر مبادرة حملت أشكالاً جديدة من الطروحات فهي تتضمن :

١- وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع من دون الإشارة إلى أي انسحاب للقوات الإسرائيلية التي توغلت في غزة ما يعني أن «تكمل مهمة» (finishing the job) حسب قول متابع  وتواصل العمل على تدمير الأنفاق

٢- الاستفادة من وقف إطلاق النار لإجراء مفاوضات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية لتثبيت الهدنة (تحدث البعض عن هدنة لمدة … عشر سنوات).

٣- ضمانة من واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تقود الترتيبات النهائية ستقود إلى نزع الأسلحة والصواريخ ووسد الأنفاق

٤- التعهد من واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر برفع الحصار عن غزة ضمن ترتيبات تلعب السلطة الفلسطينية دوراً رئيسياً فيها.

٥-  إعادة بناء قطاع غزة وعودة النازحين لبيوتهم عن طريق مؤتمر مانحين دولي.

وتقول المصادر أن عدم موافقة حماس على تمديد الهدنة جاء بسبب تأكيدها قبل ٢٤ ساعة أنها لن توقف العمليات القتالية ما دامت القوات الاسرائيلية منتشرة على أراضي القطاع وهو ما يتضمنه البند الأول من المبادرة الأميركية.