- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المجاهدات بطلاتنا

Moudjahidate_BATALATOUNAالجزائر – نصيرة بلامين (خاص)

“المجاهدات بطلاتنا” هو عنوان المعرض الذي أقيم في المتحف الوطني للفنّ الحديث والمعاصر المتواجد في شارع العربي بن مهيدي، شارع إيسلي سابقًا، بمناسبة مرور خمسينية الاستقلال وهذا من تاريخ 22 مارس إلى غاية 05 جويلية.

وكان فنانان اثنان من أصول جزائرية هما اللّذان ساهما في تبجيل ذكرى المجاهدات الجزائريات وغير الجزائريات ومسارهن خلال حقبة الاستعمار الفرنسي وتحرير البلاد.

“شريف بن يوسف” و”نجا مخلوف” قاما بعمل جبّار يحقّ تشريفهما على عملهما الفني الفوتوغرافي والمتمثل في عرض صور بالأبيض والأسود لمجاهدات جزائريات وأخريات غير جزائريات كان لهنّ دور أثناء الحرب التّحريرية أو قبلها. الصّور رائعة إلاّ أنّ هناك العديد من الجزائريات البطلات لم يظهرن في هذا العمل الفنّي مثل البطلة “جميلة بوحيرد” أو “خوخة حاج احمد” و”فطيمة بلامين”، ربّما كان هذا جهلاَ من قبل المصورين وهنا بالذّات يبدو أنّ بحثًا دقيقًا في هذا المجال يلزم بالتّعاون والتّنسيق مع مختلف الأجهزة العمومية كالأرشيفات أو منظمة المجاهدين أو حتى وزارة المجاهدين لإثراء هذا العمل العظيم.

عند دخول المتحف، يستقبلكم أعوان أمن ويمدونكم بجهاز سمعي حتّى يتسنى لكم الضّغط على قفل لسماع شهادات المجاهدات، كما يزودونكم برسالة لـ”حسيبة بن بوعلي” كتبتها لوالديها قبل أن يقصف بها داخل مغارة في القصبة. بالأبيض والأسود تتجلى أمام أعيننا صور المجاهدات، نوع من الحنين يمسنا ويدعونا إلى ركوب كبسولة الماضي والرّجوع إلى الوراء قليلاً زمن حرب التّحرير.

من بين سلسلة صور “شريف بن يوسف”، هناك صورة لـ”حسيبة بن يلس” التّي قالت إنّ الثورة كانت “عشق حياتها، يصعب على اللّسان وصفها”. صورة أخرى لـ”حفصة بسكر بن تومي” والتّي دعت إلى “إعادة الاعتبار لدور المرأة الجزائرية أثناء حرب التّحرير بحيث كنّ صانعات الاستقلال”. صورة لـ”مليكة بلقايض”، فبالنسبة لها “فرنسا لم تعطينا هدايا ولم نتلق منها شيء، كنت أود لو مت شهيدة”.

صورة لـ”حبيبة مداسي” التّي اعتبرت أنّه مع “مرور الزّمن، يبدو لي أنّ الأشياء لم تكن واقعية، وحبذا لو عايشت مرة أخرى تلك الفترة وإن حدث ذلك فلن أغيّر أيّ شيء منها (…) إنّها أجمل فترة في حياتي وسيكون لي الشّرف أن أساهم مرة ثانية في الحرب”.

صورة لـ”ربيعة” و”يمينة بن قديح”، الأولى كانت ترى أنّه “يجب أن نكون حقيقيين في أيّ مكان وأيّ زمان” أمّا الثّانية فاعتبرت أنّ “الحرية والاستقلال مفتاح للدّفاع عن الكرامة”.

“مريم بن محمد” اعتبرت تلك الفترة بمثابة سعادة حقيقية فهي كانت تنتمي إلى “العائلة الرّمزية لفيديرالية فرنسا، عندما نكون في عنفوان شبابنا لا نهاب أيّ شيء”.

“سيمون غزالي”، قالت إنّ: “الجزائر لم يكن لها لتبقى فرنسية من أجل حرية الشّعوب” ولـ”أم السّعد مخيوبة” فإنّ الحرب جعلتها تتوق إلى الحرية. أمّا بالنّسبة لـ”مهداوي زكية” فإنّ الفترة الاستعمارية “لاتقرأ في كتاب يجب معايشة الحدث بكرامته”. “دوالي مرسلي فتيحة” اعتبرت أنّ: “المرأة الجزائرية كان لها دور فعّال، وأنا فخورة لكوني شاركت في الحرب، هذا شرف لي”.

أمّا ألبوم “نجا مخلوف” فقد جمع صورًا لـ”باية بهلول” و”نسيمة هبلال” و”جانين نجية بلخوجة” و”جاكلين قروج” و”فطيمة لويزة أودران” و”العربي تومية” المسماة “باية الكحلة” التّي قالت: “عندما بدأت عملي في الصليب الأحمر، كان المجاهدون يعتبروننا بمثابة أخواتهم، كانوا صديقين ورجالاً عظماء”.