- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مقاربات مختلفة للهدنة في غزة

موسكو – “برس نت” (خاص)
لقد وفرت التهدئة الإنسانية لسكان بيت لاهيا والشجاعية وخان يونس، لحظات قليلة من الراحة والهدوء لكي يخرجوا للتزود بالمستلزمات الضرورية وتجهيز لوازم الأيام المقبلة، وبالأخص عيد الفطر.
لكن صدم الأهالي العائدون الى منازلهم بحجم الدمار، الذي تعرضت له المباني والبيوت، حيث لم يبق أي مبنى من الشوارع التي عرفوها وعاشوا فيها طوال سنين مما أثار لديهم حالة من الرعب والإحباط الشديد.
لم يخف هذا الشعور العام على قادة “حركة حماس” و”حركة الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، ما دفع بقيادات هاتين الحركتين الى العمل الدؤوب على تمديد سريان التهدئة الإنسانية وإيجاد مخرج للطريق المسدود التي وصلت اليه المفاوضات في هذا الشأن. وذلك رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة.
من جهته، وعلى ذمة مصدر ديبلوماسي مصري في موسكو، لم يخف القيادي في “الجهاد الإسلامي” خالد البطش استياءه من تصرفات القيادي “الحمساوي” خالد مشعل، الذي “يماطل ومن غير سبب في كل ما يخص طريقة إدارته للمفاوضات، مع إصراره على اتخاذ موقف معارض لمصر بل متحد لها نوعا ما”.
يبدو أن هناك العديد من بين قادة “حماس” في غزة الذين يشاركون البطش هذا الشعور، بل وقد عمل في الأيام الأخيرة مسؤولون كبار في هذه الحركة وعلى رأسهم رئيس الحكومة السابق اسماعيل هنية، وغازي حمد، وموسى أبو مرزوق، على الدفع بقناة جديدة مع المصريين.
وتفيد مصادر مصرية مطلعة بأن سلسلة لقاءات أجراها القيادي “الحمساوي” موسى أبو مرزوق خلال الأيام الأخيرة مع المسؤول الفلسطيني السابق محمد دحلان، ورجاله في مصر، حيث ركزت تلك المحادثات على استعانة أبو مرزوق بدحلان وما يتمتع به من علاقات جيدة بجهات مصرية رفيعة المستوى، سعيا الى الدفع بمسار الوساطة المصرية.
ولم تتضح الى الآن تفاصيل المقترح الجديد الذي وضعته القيادة السياسية لحركة “حماس” في غزة والذي تم نقله الى الجانب المصري عن طريق دحلان. ولكن يبدو أن هذا المقترح  يتناول وضع آليات لتجديد مباحثات الفصائل الفلسطينية في مصر، فضلا عن تمديد التهدئة الإنسانية مع تلقّي ضمانات مصرية فيما يخص رفع الحصار المفروض على غزة.
أما أبو مرزوق الذي يعلم جيدا أن أي اتفاق يتم التوصل اليه يتوقف نجاحه على مدى الاستعداد المصري لتطبيقه، فيعمل بلا هوادة على إيجاد مخرج من المأزق الذي وقعت فيه الحركة على صعيد علاقاتها بمصر. وتضيف المصادر المصرية أن فتح قناة الوساطة هذه بمساعدة من دحلان قد يشكل خطوة أخرى في هذا السياق.
ولم يبق أمام سكان غزة سوى الانتظار بفارغ الصبر ليروا ما اذا كانت جهود الوساطة الجديدة مثمرة لتمكنهم من الاحتفال الهادئ بعيد الفطر وان في وقت متأخر.