- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أم المعارك.. غزة

Attwi Moammar 2014معمر عطوي
ﻻ مجال للنقاش دائما وأبدا حول أحقية الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية من البحر الى النهر. وﻻ يمكن مناقشة حق أهل غزة في أن ينعموا بالخدمات وحرية التنقل والحركة واﻻستيراد والتصدير، كما يحق لهم باستخدام موانىء بحرية وجوية ومعابر برية ليتخلصوا من الحصار الصهيوني الذي يخنقهم ويجعل حياتهم جحيما حقيقيا.
معركة غزة اليوم هي أم المعارك، لأن الربيع العربي أضحى خريفا والمعارضات السياسية والمسلحة أصبحت إما مأجورة للاستخبارات هدفها تشويه الثورة وإجهاض أي حركة تحرر من الإستبداد، أو أضحت مشروعا طائفيا مذهبيا تفتيتيا للمنطقة. ومن بقي من المخلصين لشعار “حرية وخبز وكرامة” أصبح إما أسيرا لدى أحد اﻻستبدادين (النظام أو الإرهاب المسلح)أو شهيدا أو منفيا في عواصم العالم.
في غزة تبدو الحقيقة جارحة بالنسبة للعرب الذين يمولون آلة القتل الصهيونية للتخلص من ما تبقى من كرامة الأمة، بعدما نجحوا في جر المقاومة اللبنانية الى حرب مذهبية قذرة في سوريا ثم في العراق، وفي تحويل الثورات الى مشاريع تدمير وتفتيت وفتن طائفية وعرقية وقبلية.
غزة تبقى حقيقة جارحة للعدو ومخرزا في عينيه. أما مقاومتها، فطالما ظلت بعيدة عن لعبة الأمم وإمﻻءات وشروط أنظمة استبدادية، تبقى هي الحقيقة. ومعركتها تبقى أم المعارك التي ﻻ يعلو فوقها صوت. لتذكرنا أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.