- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جنبلاط يتحرك بتوقيت إقليمي

Najat2014نجاة شرف الدين
إختار رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط توقيته الإقليمي ، من أجل زيارة حارة حريك في الضاحية الجنوبية ، لا سيما بعد إعلان أبو بكر البغدادي للدولة الإسلامية في العراق وما تبعه في مدينة الموصل من تهجير للمسيحيين ، وبعد عدوان إسرائيل على غزة . هذان المشهدان جعلاه يقترب أكثر بإتجاه الضاحية  بعد أن كانت نار الأحداث في سوريا قد أبعدته عنها منذ كانون الثاني عام 2011  . صحيح أن قنوات التواصل إستمرت من خلال اللقاءات والإتصالات مع مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إضافة الى التواصل الدائم بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب الله في مناطق عديدة في جبل لبنان لا سيما قرى عاليه ، وصحيح أن نجل جنبلاط تيمور جال في الضاحية متفقدا ومكتشفا قبيل زيارة والده لها ، إلا أن اللقاء بين جنبلاط والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يشكل إختراقا سياسيا في ظل حالة الإنتظار السائدة لما يشكله الرجلان من خلال  موقعيهما، ولو المختلفين ، من أهمية في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة في المنطقة ولبنان .

هذه المرة ، لم يتناول اللقاء المواضيع الخلافية بين الرجلين ، أي سوريا ووجود حزب الله الى جانب النظام السوري ، وإكتفى الطرفان بالتوافق على مواضيع من الصعب الإختلاف عليها ، وهي ” ما يجري في غزة من جرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، حيث أكد الطرفان على أن فلسطين تبقى القضية المركزية وهي تعلو فوق كل الخلافات السياسية ” كما ” ما يجري في العراق وما تشهده منطقة الموصل من تهجير للمسيحيين وقتل لهم ووللمسلمين على أيدي التكفيريين ، الأمر الذي كان موضع إستنكار الطرفين ” كما جاء في البيان الذي صدر بعد الإجتماع .
التحولات الحاصلة في المنطقة والخرائط الجديدة  ، قرأها جيدا النائب جنبلاط ، وهو أهدى السيد نصرالله كتابا عن إتفاقية سايكس  بيكو  للكاتب جايمس بار تحت عنوان ” خط في الرمال ” . هذه القراءة جعلته أقرب الى القبول بالوقائع في لبنان داعيا الى  حماية الداخل من الخطر الداعشي ، ومن هنا ذهب باتجاه فتح القنوات بين الأطراف السياسيين ، في محاولة لإيجاد تسويات ولو بالحد الأدنى بغياب التسويات الكبرى . جنبلاط الذي زار الرئيس سعد الحريري ، وعمل على التواصل بين الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري ، مما أدى الى لقاءات بين الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري بحضور الوزير وائل أبو فاعور . وعند الخلافات الداخلية كما حصل في ملف الجامعة اللبنانية ، تنازل من أجل تمرير المشروع كي يعيد تحريك العمل الحكومي لانه يعتبر أن هذه الحكومة تضمن إستمرارية التواصل في ظل الشغور الرئاسي الذي تجاوز الشهرين في موقع الدولة الأول .

جنبلاط يحاول أن يملأ الفراغ السياسي بحركة في الداخل ، وهو يعمل اليوم على تمرير مشروع التمديد للمجلس النيابي  بالتنسيق مع الرئيس بري ، كي يبقي الحد الأدنى من الحوار قائما ، ويحاول أيضا العمل على إيجاد قواسم مشتركة من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية توافقي عند أي لحظة سياسية إقليمية ودولية مناسبة ،وفي كل ذلك يبقى الهاجس الجنبلاطي الأول في الخرائط الجديدة التي ترسم ، موقع الدروز فيها …