- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اليمن: قتلى “مسيرة الحياة” يهددون حكومة الوفاق

يبدو أن “مسيرة الحياة”، التي سقط 13 من المشاركين فيها برصاص مسلحين مؤيدين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ستضع الحكومة اليمنية الجديدة أمام اول اختبار حقيقي لاثبات قدرتها على ادارة البلاد بعيداً عن منطق البلطجة التي اتمست به الاوضاع قبل التوقيع على المبادرة الخليجية. فبينما أعلنت مصادر طبية يمنية عن ارتفاع حصيلة الهجوم على المتظاهرين إلى 13 قتيلاً، كشفت صحيفة “الخليج” الإماراتية ان رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة هدد بتقديم استقالته خلال 48 ساعة مالم يتم الكشف عن المتورطين في أعمال القتل التي استهدفت المشاركين في «مسيرة الحياة» الذين قطعوا اكثر من 280 كلم سيراً على الأقدام للوصول إلى صنعاء والتعبير عن رفضهم منح الرئيس علي عبد الله صالح وكبار معاونيه حصانة من الملاحقة القضائية والمطالبة بمحاكمتهم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية وصفتها بالمطلعة ان باسندوة أبلغ نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بذلك في اتصال هاتفي أجراه معه عقب تعرض المسيرة لاعتداء مسلح على مشارف العاصمة صنعاء. إلاَ أن الأخير طلب من باسندوة «ضبط النفس وعدم التسرع باتخاذ أي موقف من شأنه إحداث انهيار لأجواء التهدئة الطارئة في العاصمة وإعادة الأزمة السياسية إلى المربع الأول متعهداً بالتعامل بحزم مع قضية الاعتداء الطارئ على مسيرة الحياة”. كذلك نقلت الصحيفة الإماراتية عن مصادر أمنية ان وزير الداخلية اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان قدم استقالته إلى باسندوة احتجاجاً على طريقة إدارة قوات الجيش والأمن لمواجهة المشاركين في المسيرة، إلا أن باسندوة طالبه بإرجاء استقالته حتى تتضح الصورة، «وإلا قدم المسؤولان استقالتهما معاً إلى هادي”.
على صعيد متصل، أثارت تصريحات السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين، التي وصف فيها «مسيرة الحياة» الراجلة بأنها «ليست سلمية وهدفها الفوضى والتسبب بالعنف”، ردود فعل منددة وسط دعوات للسفير للاعتذار او الرحيل. وقال مجلس الثورة لتكتل شباب الثورة في محافظة تعز إن تصريحات السفير الأميركي «غير مسؤولة ومخيبة لآمال وتطلعات شباب اليمن المتطلع للتغيير، مطالباً السفير الاميركي بسحب تصريحاته وتقديم الاعتذار، فيما اعتبرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان أن السفير الأميركي محامي الشيطان وصديق البلاطجة. وأشارت إلى أنه “لا شك أن هذا التصريح مؤسف ومخجل ومحزن في آن وجميعنا ينتظر من السفير الأميركي  بصنعاء إعتذار وأسف على تصريحه المحرض على قتل المتظاهرين السلميين، وننتظر منه أيضا توضيح كيف تسنى له معرفة أن لدى المشاركين “نية” بأن لا يقوموا بمسيرة سلمية”.
وجاءت هذه التطورات بينما كان الرئيس اليمني  يعلن أنه سيزور الولايات المتحدة بغرض تمكين الحكومة الإنتقالية من الإعداد للإنتخابات اليمنية المقررة في فبراير/شباط القادم، ولكنه لم يحدد موعد تلك الزيارة.  وقال صالح للصحافيين إنه أصبح عازفاً عن البقاء في السلطة ولا يخطط لذلك. وأضاف “سأذهب إلى الولايات المتحدة ليس من أجل العلاج، لأنني بخير، ولكن لأبتعد عن بؤرة الاهتمام وعن الكاميرات وحتى أسمح لحكومة الوحدة الوطنية بالاستعداد الكافي للإنتخابات”. ومضى قائلاً “سأظل هناك لبضعة أيام، ولكني سأعود لإني لا أريد أن أترك شعبي ورفاقي الذين صمدوا مدة 11 شهراً، ثم سأنسحب من العمل السياسي وأنزل إلى الشارع ضمن صفوف المعارضة”.