- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مسؤولية بان كي مون في مجازر #غزة

Bassam 2013نقطة على السطر

بسّام الطيارة

١٢٠ شهيد في ليلة واحدة، وبان كي نون سكرتير مجلس الأمن ينام مطمئناً. في بيان لها، حمّلت حركة “حماس” بان كي مون جزءاً من المسؤولية عن استشهاد هؤلاء الفلسطينيون المدنيون في القصف الاسرائيلي على مدينة رفح.
السبب هو أن  بان كي مون اعتمد (حتى لا نقول تبنى) على الرواية الإسرائيلية  بشأن الجندي الإسرائيلي المختفي، واعتبر  المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري أنه « وفر الشرعية للإحتلال لارتكاب مجزرة رفح».

هذه ليست المرة الأولى التي تقومالأمم المتحدة بـ«فتح الطريق لإسرائيل» لارتكاب مجازر.

إلا أنه صدر أيضاً عن بان كي مون  ما برر مجزرة قبل أيام.  فقد أعرب عصر اليوم الأربعاء عن «الغضب والأسف لوضع أسلحة في مدرسة تديرها الأمم المتحدة».

ماذا حصل ؟ في اليوم التالي قصفت إسرائيل  مدرسة في مخيم جباليا للاجئين – وهي احدى مدارس الامم المتحدة الـ83 التي تستخدم في استقبال المدنيين الهاربين من المعارك، وكانت النتيجة قتل ١٦ فلسطينياً.

وكيف بررت إسرائيل هذه الضربة التي نددت بها العواصم الغربية (ولم يتفوه بأي تنديد بان كي مون)؟ استعملت نفس الكلمات التي جاءت في بيان سكرتير مجلس الأمن :« إن المسؤولين عن ذلك هم مقاتلون حماس الذين يحولون المدارس إلى أهداف عسكرية».

السؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا يريد بان كي مون؟ الإجابة جاءت أيضاً في نفس البيان: إن تكديس السلاج «لا يتفق مع قرار مجلس الأمن 1860 (2009)، الذي يدعو إلى منع تهريب الأسلحة إلى غزة».

مسيو بان كي مون أنت في منطقة حرب وأمام مواطنين يعيشون في سجن منذ ٨ سنوات ولم تحرك ساكناً لمساعدتم واليوم تتذكر القوانين؟ هؤلاء الغزاويون يدافعون عن أرضهم وأنت كيف تساعدهم؟ ايكفي إلقاء نظرة إلى خارطة قطاع غزة لنرى أن مساحتها ٣٦٠ كيلومتر مربع يقطنها مليوني نسمة (أي ٤٢٠٠ نسمة في الكيلومتر المربهع وهي أعلى نسبة في العالم) دفعتم إسرائيل في الأسابيع الماضية ليتراكموا في نصف مساحة القطاع إذ أن جنودها احتلوا ٤٤ في المئة من القطاع (اضغط هتا) ما يعني أن ٨٠٠٠ نسمة حشروا في كل كيلومتر مربع، أي أن كل سنتمتر يمكن أن يكون فيه سلاح… لمقاومة الغزو.

الذي يريده بان كي مون هو نفس الشيء الذي تريده إسرائيل: نزغ سلاح المقاومة ! لماذا؟ لأن ذلك يتماشى مع قرار لمجلس الأمن.

استاذ بان كي مون يا حضرة سكرتير مجلس الأمن إن لائحة القرارت الأممية التي لم تمتثل لها الدولة العبرية طويلة ويكفي «كبسة زر» من طرفك كي تكون اللائحة أم نظركم.

ومن نافل القول إن عدم المحاسبة وإفلات إسرائيل منذ ١٩٤٨ من العقاب هو بحد ذاته «تشجيع عام» على مخالفة القانون الدولي وعلى ارتكاب مجازر من دون حساب.

مسؤولية بان كي مون كبيرة ويمكن القول إنه فشل في حماية الأمن العالمي وإن هو نجح في حفظ ماء وجهه مع أميركا وإسرائيل. شيء معيب.